بالصور لحظات اغتيال السفير الروسي في تركيا
لاتزال عملية اغتيال السفير الروسي تتفاعل بشكل كبير، فمن مُتهم للأمن
التركي بالتواطؤ في العملية، إلى مشكك بوجود دور للمخابرات الأمريكية، إلى متيقن
بأن العملية وراءها جماعة الاخوان الداعم الكبير لأردوغان، والتي يبدو أن علاقتها
به بدأت في التغير، ولذلك صارت هذه الجماعة تعمل ضده بشكل خفي، ساعية لتوريطه في
صراعات مع دولة عظمى كروسيا لتحطيم صورته السياسية.
هنا تجدون صورا لعملية الاغتيال من عدة زوايا مختلفة.
تحرك الجيش في غرب ليبيا يثير رعب قادة المليشيات
مع تحركات المشير ركن خليفة حفتر العسكرية وأيضا السياسية والتي شملت
مصر والأردن وروسيا والجزائر، وكذلك تحركات رئيس مجلس النواب في نفس الاتجاه، صارت
الصورة أكثر وضوحا بالنسبة لمستقبل الأيام القادمة.
كما أن اعلان المشير حفتر بأن العاصمة ستكون في اطار عمليات القوات
المسلحة العربية الليبية، مع تحرك للكتائب العسكرية التي بدأت تَجَمُعهَا تحت
قيادات عسكرية معروفة ولها وزنها العسكري في ليبيا منذ أكثر من سنتين.
رافق هذه التحركات بيانات هستيرية، واجتماعات غير ذات قيمة لما تسمى
بالمجالس العسكرية والتي لا شرعية قانونية أو اجتماعية لديها، ومن هذه المجالس
مجلس مصراته العسكري، والذي لم تعد تتبعه سوى عدد قليل من كتائب مسلحي مصراته،
اغلبهم من ذوي التوجه الإسلامي المتشدد خصوصا من جماعة الاخوان الليبية المدعومة
من قطر وتركيا.
والمتابع للحالة الليبية يوقن بأن هذه الجماعات والمجالس ليس لها وزن
على الأرض، ولا تسندها قوة شعبية في محيطها، ربما يشكل الصمت في مناطقها حجة لها
بالتواجد، وهذا الصمت مردة لأن القوة المسلحة أصبحت في يد هذه المليشيات سواء في
مصراته وبعض مناطق طرابلس، ولذلك خمدت معارضة الشارع في غرب ليبيا لهذه المليشيات.
وبمراجعة سريعة نجد أن هذه المليشيات تسببت في كوارث جمة للمنطقة
الغربية في ليبيا، فانتشار ظاهرة الاغتصاب، وكذلك خطف الأطفال، والقتل على الهوية
بدأت من الأمور التي تحدث بصورة يومية، ورغم كل هذه الأدلة الواضحة، نجد من يقول
بأن هذه المليشيات تتبع حكومة السراج الغير شرعية، رغم نكران قادة هذه المليشيات
تبعيتهم لهذه الحكومة.
أخر ما نضح من محاولات هؤلاء المسلحين تجميع بعض قادة المليشيات في
مصراته تحت مسمى مجالس عسكرية في عدة مناطق بغرب ليبيا ورغم أن ممثلي هذه المجالس التي نسبت لمناطق
الزنتان والرجبان وبعض المناطق المحيطة بها، لاوجود لهم كقوة على الأرض بهذه
المناطق بل أنهم لا يستطيعون حتى الإقامة بها، فما بالكم بأن يحركوا أي قوة فيها،
لذلك اجتمعوا بمصراته التي لايزال بعض قادة الاخوان، وكذلك بعض أعضاء الجماعة
الليبية المقاتلة ( قاعدة ليبيا) يتحكمون بمسار الأمور فيها، وحسب ما صدر عن هذه
الاجتماعات من بيانات نلمس مدى التضارب، ومدى الخوف من تقدم الجيش الليبي من مناطق
غرب ليبيا، خصوصا حين نجد أن خريطة انتشار القوات التابعة للجيش وصلت لتخوم طرابلس
الكبرى.
أخر ما نضح عن هذه الاجتماعات، ما ورد من مجلس مصراته العسكري الذي
تقوده جماعة الاخوان المنبوذة اجتماعيا في ليبيا، حيث جاء في البيان عدة إشارات هي
في الواقع تنافي ما صدر من تصرفات من هذا المجلس المسئول عن قوات الفجر والقسورة
والبنيان، والتي يحملها الليبيون مسئولية مذبحة غرغور في طرابلس والتي ذهب ضحيتها
80 مواطن تظاهروا بعد صلاة الجمعة مطالبين بخروج المسلحين من العاصمة، كما أن أحدى
ميليشياتهم بقيادة صلاح بادي قامت بحرق مطار طرابلس الدولي واعطاب عدة طائرات به،
كما يتحمل هذا المجلس الاعتداء على مدينة بن وليد واحداث دمار هائل بها، على خلفية
صراع بين المدينتين تعود جذوره لعهد الاحتلال الإيطالي، وذلك حين قامت قوة موالية
لإيطاليا بقيادة رمضان السويحلي ، وتصدى لها المجاهد عبدالنبي بالخير، وقتل فيها
قائد القوة الغازية رمضان السويحلي.
كما تتحمل هذه المدينة مأساة تدمير سرت من قبل الطيران الأمريكي أيضا
سماحها لقوات إيطالية بالتواجد في قاعدة مصراته ، وقيادة عمليات استخباراتية وعسكرية،
تحت حجة مكافحة تنظيم داعش، ومن المعروف أن كتائب مصراته ومجلسها العسكري، دعمت
هذا التنظيم لفترة تجاوزت السنتين، حين نشبت معركة بينهم وبين كتيبة تابعة للصاعقة
في سرت بقيادة الشهيد العقيد بوحليقة.
وعليه فإن الصورة بدأت تتغير ملامحها في غرب ليبيا، فحسب مصادر موثوقة
في العاصمة الليبية، فإن كتائب الجيش بالمنطقة الغربية تعمل على دخول العاصمة بشكل
سلس وبدون احداث دمار في المدينة، وذلك بالتعاون مع قوات مساندة لها في العاصمة
تتكون من سكان العاصمة وضواحيها.
وفاة الفنان أحمــد راتــب
توفى الفنان أحمد راتب صباح
اليوم عقب إصابته بأزمة قلبية مفاجئة نقل علي اثرها لاحدي مستشفيات مدينة 6 أكتوبر
. وسيجري
تشييع جثمانه عقب صلاة الظهر من مسجد الحصري في 6 أكتوبر.
ويذكر ان الراحل قبل تلك الأزمة كان في
كامل صحته وكان يعرض يوميا مسرحيته " بلد السلطان " مع الفنان محمود
الجندي وكان مستمرا في تصوير عدد من اعماله ومنها مسلسل "الجماعة"
ومسلسل " الاب الروحي "
ولد «راتب» في حي السيدة زينب بالقاهرة
عام 1949، وبدأ التمثيل عندما كان لا يزال طالبًا في المدرسة، وبعد التحاقه بكلية
الهندسة، انضم لفرقة التمثيل في الكلية، لكنه لم يكمل الدراسة بها، وفضل الالتحاق
بالمعهد العالي للفنون المسرحية والتي حصل منها على درجة البكالوريوس.
وقدم عشرات الأفلام في الأدوار
المساعدة منذ السبعينيات وحتى الآن، منها: واحدة بواحدة، الحب فوق هضبة الهرم،
الإرهاب والكباب، بخيت وعديلة، عمارة يعقوبيان، كما تميز في المسلسلات
التليفزيونية، منها: السيرة الهلالية، هند والدكتور نعمان، أنا قلبي دليلي. عمل مع
عادل إمام في مسرحية «الزعيم».
الفنان أحمد راتب بدأ مشواره الفني وهو
طفل حيث كان يمارس التمثيل في المدرسة، وقد نمت موهبته عندما التحق بفرقة
تمثيل بالجامعة أثناء دراسته بكلية الهندسة، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية وحصل
على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت بدايته بالتلفزيون، ثم عمل
بمسرح الطليعة والسينما. اتسم أداءه بالبساطة وعدم التكلف. اشتهر بأداء الأدوار
الكوميدية.
نال جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون
عن مسلسل أم كلثوم. شارك في أعمال الفنان عادل إمام. واستطاع أن يؤدي أدواراً جيدة
. أصبح يشكل قاسماٌ مشركا لمعظم أفلام الشباب الحديثة، كذلك يعد الفنان أحمد راتب
من ابرع الفنانين الذين ادوا الأدوار الهزلية اللاذعة للمجتمع من خلال أدوار
كوميدية تجذب كافة أطياف المجتمع.
وللفنان الراحل عدة تصريحات أشهرها ثلاث تصريحات أحدثت أصداء واسعة في
حينها تتعلق بعدة نقاط منها جماعة الاخوان ، وثورة يناير، وتعدد الزوجات حيث قال: " كل القرف والاهانات اللي
تعرضت لها المرأة المصرية لا بد وأن تنتهي، لأن المرأة المصرية أثبتت في هذه
الفترة دي بالتحديد، أنها من أعظم ركائز هذا المجتمع التي تدفع أبناءها ورجالتها
إلى بناء مجتمع ديمقراطي يسوده الحرية والعدل والرخاء ".
وقال عن ثورة 25 يناير :" أصحاب
هذه الثورة ينفذون مخططات الغرب ويحملون أجندات وطنية، فهم ليس لهم أي علاقة
بالوطنية ".
كما سبق له أن هاجم سياسة الانفتاح التي
اتبعها الرئيس الراحل السادات حيث وصفها في أحد البرامج التلفزيونية، :"
الانفتاح جعلنا نأكل الأطعمة الفاسدة ونبيع البترول ونرى القبيح وليس الجيد، ونرى
أفلام فاسدة لدرجة أني أكاد أجزم أن نصر أكتوبر 1973 ضيع جزء كبير منه الانفتاح،
وكان يمكن ان نستثمر النصر بشكل جيد، لأن الشعب تحمل 6 سنوات وربطوا الحزام على
بطونهم وهم قاموا بمعجزات، والانفتاح أسوأ ما قام به السادات، وأنا أخذ الأشياء
على أعصابي وهذا يتعبني جدا، ولكن من يحزن من الحق فهو خاطئ وعندما أقول إن
الانفتاح أضر بنا فهذا واقع".
غادر كاسترو على فراشه رغم أنف أمريكا
غادر هذه الدنيا أخيرا فيدل كاسترو، زعيم
الثورة الكوبية، مساء يوم 25-11-2016 في هافانا عن عمر بلغ 90 عاما، وأعلن خبر
وفاته شقيقه راؤول الذي خلفه في السلطة عام 2006.
وفي بيان نعي فيدل كاسترو، قال راؤول
كاسترو عبر التلفزيون الوطني "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة
22,29 هذا المساء" حسب التوقيت المحلي لكوبا أي الساعة (03,29 ت غ السبت).
حكم فيدل بلاده بيد من حديد منذ ثورة
1959 متحديا الجارة والقوة الاميركية العظمى، وليقوم بعد أن بلغ من العمر أرذله
بتسليم السلطة لشقيقه راؤول في 2006.
وليقوم بعدها في ابريل 2011 بالتخلي عن
آخر مسؤولياته الرسمية وهي مهام السكرتير الاول للحزب الشيوعي الكوبي
لشقيقه راؤول، المسؤول الثاني في الحزب منذ تأسيسه عام 1965.
ما يدهش الزائر لأرض السيجار والسكر، عدم
مشاهدته إلى ما يوحي بأنه كان حاكمها طوال 47 سنة فعلاً، فلا يوجد فيها ما يحمل
اسمه على الإطلاق، لا شارع ولا ساحة ولا مصنع أو مطار، كما لا ترى في لؤلؤة جزر
الأنتيل كلها تمثال واحد له، بل ولا لوحة تذكارية تحمل اسمه.
لا صورة لكاسترو مثلاً على طوابع كوبا،
ولا حتى على البيزو، وهو عملتها المزينة إحدى فئاتها برسم برتقالي اللون، وحزين
السمات لوجه رفيقه الراحل، الأرجنتيني تشي غيفارا. كما لا يوجد أي كتابة لاسمه في
أي مكان من الأرض المعروفة بشعبها المرح على فقره، سوى على ضريح سيبدأون بتحضيره
ليضم رفاته بعد أيام معدودات.
ازعاج الولايات المتحدة كان دائم
الحضور لكاسترو حين كان الحاكم المطلق لأكثر من 12 مليوناً من سكان الجزيرة، وحاولت
مخابراتها اغتياله باستمرار، إلى درجة أن أرشيفات استخباريه، أشارت إلى أن محاولات
اغتياله زادت على 14 مخططاً طوال 20 سنة، قبل الثمانينات من الأميركيين وحدهم،
باستثناء الكوبيين المعارضين في الخارج، أو "مافيا ميامي" كما يطلق
عليهم كاسترو.
أول محاولة لاغتياله جرت بعد أقل من مرور
عام على ثورة كاسترو الشيوعية في كوبا وكانت المحاولة في عام 1960 ، وبحسب تقرير تسلمته في 1975 لجنة
الأمن القومي بالكونغرس الأميركي بعنوان "مخططات اغتيال استهدفت زعماء أجانب"
ونشر ملخصه صحافيان أميركيان في كتاب شهير اسمه "أهم 50 مؤامرة اغتيال بتاريخ
أميركا" وفيه أن قسم "الخدمات الطبية" في CIA، أرسل عميلاً تسلل في 1960 إلى جناح كاسترو
في فندق بنيويورك، حين زارها ذلك العام، وقام "بتفخيخ" لفائف سيجار
حملها معه الزعيم الكوبي، ثم راح ينتظر في ردهة الفندق، حالماً بسماع صوت الانفجار
الموعود.
انتظر العميل الاستخباراتي أكثر من
ساعتين، ولا شيء حدث، إلى أن اكتشف بأن المحاولة باءت بالفشل، لأن كاسترو قدم
العلبة هدية لأحدهم زاره، فيما راح يدخن مع ضيفه لفائف من علبة ثانية كانت لديه.
وعند خروج الدبلوماسي وبيده الهدية، تصرفت "سي.آي.ايه" بسرعة، كي لا
يقضي الرجل ضحية سيجار ملغوم.
كما جرت عملية ثانية في منتصف
الستينات، بحشو لفائف سيجار بمواد متفجرة في مشغل تم إنتاجها فيه قرب العاصمة الكوبية
هافانا، وحسب وسائل اعلامية فإن المخابرات الكوبية اكتشفت المحاولة بعد أقل من
ساعة، واعتقلت 5 عمال، بعضهم قضى وراء القضبان، وبعضهم قد لا يزال حيا خلفها على
ما يعتقدون.
ولا يخلوا الأمر من طرافة في محاولات
اغتياله، منها ما خطط، له قسم "التقنيات" في CIA الأميركية، حين تم حشو لفائف سيجار بمادة BZ المسببة الهلوسة عند أول استنشاق، ليبدو
الرجل الثوري في مؤتمر صحافي دولي كان سيعقده بهافانا، مهلوساً على التلفزيون أمام
مئات الآلاف والمسؤولين الكوبيين.
غير أن الصدفة لعبت دورها حين قام
المنظم للمؤتمر بـ"سرقة" لفافة فاتضحت الأمور حين أشعلها وراء كواليس
القاع، وانفجرت فيه.
وحاولوا مرة “حشو” حذاء كاسترو بملوحات
مادة كيميائية يسمونها Thallium
المسببة بتساقط سريع للشعر عند انتشارها من القدمين إلى بقية الأعضاء، لتسخيفه
أيضا أمام المسؤولين الكوبيين بشكل خاص، وتعطيل عمله، بعد أن يسقط شعر جفنيه
وحاجبيه ولحيته ورأسه بشكل سريع، بحيث لا يعود للنمو إلا بعد وقت طويل، وباءت هذه
المحاولة أيضاً بفشل مجهول الأسباب منذ حدوثها في 1964 حتى الآن.
بعد تلك الحادثة بعامين، علموا أن
كاسترو بدأ يمارس هواية الغطس، فأعدوا سترة تنفجر عبوة فيها عند الغطس بها إلى عمق
مترين، ليقوم قنصل أجنبي، كان سيزوره بمكتبه في "قصر الشعب" بهافانا،
بتقديمها هدية لمناسبة عيد ميلاده الأربعين. إلا أن قدم كاسترو انزلقت قبل ساعة من
اللقاء، فألغى مواعيده مع كثيرين ذلك اليوم، ومنهم الدبلوماسي الذي عاد بورقة نعي
بيضاء.
وفي كتاب "محارب في الظل"
ذكر عميل للاستخبارات الأميركية، اسمه فيليكس رودريغز، في مذكراته بسبعينات القرن
الماضي في نيويورك، في أرشيف محاولات
اغتيال كاسترو المتوافر "أونلاين" بلغات ومواقع إخبارية عدة، من أنه
حاول اغتيال كاسترو مراراً، ولم يفلح.
في إحدى المرات دعته لجنة الأمن القومي
بالكونغرس الأميركي، مع زملاء له في الاستخبارات إلى جلسة، سأله أحدهم خلالها عما
إذا هو من "فخخ" لفائف سيجار لكاسترو قبل أعوام، فأجاب رودريغز: (لا يا
أيها السيد، لم أكن أنا فعلا. إنما حاولت بدءا من 1961 وطوال 10 سنوات تصفية من
تدعوه كاسترو، وأسميه أنا "ابن الـ…" ببندقية مزودة بمنظار، ولم أفلح 6
مرات. ثم فخخت حذاءه بالمتفجرات، ولم أفلح أيضا).
المصدر: مواقع ووكالات دولية بتصرف
القائد الارهابي "النص" يعترف بهزيمة الارهاب في بنغازي
استنجد أحد قادة الجماعات الارهابية " مجلس شورى المجاهدين" الفارة من بنغازي، والموجود حاليا في غرب ليبيا محمد الدرسي بمن سمّاهم المجاهدين في عشر دول عربية وأجنبية إلى الالتحاق بقوات المجلس الإرهابي في بنغازي لقتال القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير أركان حرب خليفة حفتر، مشيراً إلى أن المعركة في بنغازي هي "معركة الأمة الإسلامية عامة".
وقال الدرسي الشهير بــــ"النص" في حوار مع صحيفة "المسرى" التي يصدرها تنظيم القاعدة في اليمن ونشرته الجمعة الماضي "أدعو كل المجاهدين في الجزائر وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وبورما والشيشان والصومال ومالي وأفريقيا الوسطى إلى الالتحاق بقواتهم في بنغازي، فهي معركة الأمة الإسلامية عامة".
وأرجع الارهابي " النص" أسباب الهزيمة الكبيرة للجماعات الارهابية وخسائرهم المتكررة في بنغازي، إلى غياب القادة وفقدانهم في معارك بنينا، التي قتل فيها أبرز قياداتهم، والتي وصف الانجرار للقتال فيها بـ"الفخ الكبير".
وأضاف الدرسي أن المجلس يسيطر على 10 % من المدينة وتقتصر على مناطق بوصنيب وقنفودة وسوق الحوت، مضيفاً لقد باركنا إنشاء مجالس أخرى في درنة واجدابيا، إلا أن علاقتنا بها تقتصر على الدعم بالأسلحة والمقاتلين.
وأشار الدرسي إلى أن مجلس الشورى دعم سرايا الدفاع عن بنغازي بالمقاتلين والسرايا تشكلت من عدد من الكيانات، وهدفها الأساسي قتال القوات المسلحة الليبية.
كما اعترف القيادي في مجلس الشورى الإرهابي أن المجلس تحالف مع تنظيم الدولة "داعش" لقتال القوات المسلحة والقوات المساندة في مدينة بنغازي .
وأضاف الإرهابي "لقد تحالفنا مع تنظيم الدولة لقتال القوات المسلحة ولكن في الآونة الأخيرة أصبح لكل منا نقاطه وتمركزاته، وذلك بسبب اكتشاف شباب المجلس لانحراف منهج التنظيم وغلائهم".
وأضاف الدرسي "لم أشارك بثورة 17 فبراير لا من قريب ولا من بعيد وخرجت بشهر مايو 2014 من سجون المملكة الأردنية في مقايضة له بالسفير الأردني فواز العياط"
ويذكر أن السفير الأردني، والذي اختطف في العاصمة طرابلس مقابل إطلاق سراح الدرسي.
كبير مستشاري ترامب يوضح اهم أولويات ترامب الأمنية والعسكرية
كشف كبير مستشاري الرئيس الأميركي
الجديد دونالد ترامب، وأحد أبرز الخبراء العسكريين والأمنيين الأميركيين، جايمس
وولسي، أولويات الرئيس الجديد الأمنية والعسكرية داخليًا وخارجيًا، في تصريحات
نقلتها جريدة «لاستامبا» الإيطالية، اليوم السبت.
أوضح كبير مستشاري الرئيس الأمريكي المنتخب " ترامب" جايمس
وولسي، المدير
السابق لوكالة المخابرات الأميركية "سي آي إيه" وهو من أكبر وأبرز الخبراء العسكريين الأمريكيين ، أهم المبادئ والأسس
التي ستعتمدها ادارة الرئيس ترامب، خصوصا فيما يتعلق بالمسائل الأمنية ومكافحة
الارهاب.
وأوضح وولسي في تصريحات لصحيفة "لاستامبا"
الايطالية أن أولويات الرئيس العسكرية والأمنية تتمثل حسب الترتيب في استئصال
تنظيم «داعش» من كل مناطق وجوده ومن بينها ليبيا، والتي يجب أن يتم التعاون فيها
مع قوة نظامية، ومنضبطة، وعدم دعم مسلحين مدنيين تحت أي مسمى، واشار إلى ضرورة منع
وصول الدعم لأي جسم سياسي أو عسكري على علاقة بالجماعات الاسلامية في ليبيا، وإعادة
ترتيب العلاقات مع روسيا، وتطوير العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة داخل حلف
شمال الأطلسي " الناتو".
كشف المرشح لتولي منصب وزير الدفاع
القادم، أن أولوية الرئيس الجديد تتمثل في إعادة هيكلة وتقوية القوات المسلحة
لبلاده، بعد إضعافها المتعمد في عهد الرئيس باراك أوباما، لتعود القوة العسكرية
الأميركية إلى مرتبتها السابقة من حيث التفوق النوعي والتكنولوجي والبشري، في إطار
الاستراتيجية التي وضعها الرئيس السابق تيودور روزفلت الذي لخص القوة الأميركية
قائلًا: "لضمان احترام الآخرين لك، يجب أن تتحدث بنبرة هادئة وناعمة، وفي يدك
عصا غليظة، ليس فقط عصا غليظة، بل غليظة وضخمة ورادعة أيضًا".
وردًا على سؤال يتعلق باستراتيجية
مواجهة "داعش" في عهد الرئيس الجديد، قال وولسي إن المقاربة الجديدة
تقوم على ضرب "داعش" بشكل مزدوج، سحقه في الخارج وهدم مقوماته في
الأراضي التي يُسيطر عليها، بما في ذلك عن طريق عمليات لمكافحة الإرهاب، التي "يصعب
تنفيذها في العادة في الدول الديمقراطية، بسبب إتقان الإرهابيين الاختفاء وسط المدنيين
ويُخفون عملياتهم ومخططاتهم".
وأضاف ووسلي "ولكن الجزء الأكبر
من العمليات سيكون بضرب داعش في العراق وسورية وفي كل المناطق التي ينشط فيها
التنظيم، ومنعه مستقبلًا من الحديث عن خلافة أو حتى مشروع دولة".
ويؤكد المسؤول العسكري والأمني السابق
أن ذلك يعني "تعزيز الحضور العسكري الأميركي في مناطق العمليات، وتوسيع
الحضور ليشمل شروط ضمان نجاعة العمليات العسكرية، بواسطة التدريب وجمع المعلومات
والضربات الجوية، بشكل أكبر وأنجع، في كل مناطق العمليات من سورية إلى العراق،
وصولًا إلى ليبيا".
وبسؤاله عن علاقة الولايات المتحدة
بدول حلف شمال الأطلسي، خاصةً تمويل عمليات الحلف، التي تتحملها الولايات المتحدة
بشكل شبه حصري منذ 1949، قال وولسي إن الوقت حان وفق الرئيس ترامب، لمراجعة طريقة
وشكل هذا التمويل، لتساهم الدول الأوروبية بما يتناسب وحجمها داخل الحلف، وتوزيع
العبء المالي بشكل أكثر عدلاً، ولكن ذلك لا يعني أن تتخلى الولايات المتحدة بأي
شكل من الأشكال عن واجب دعم أوروبا والدفاع عنها ضد كل اعتداء، مهما كان مصدره.
وردًا على سؤال حول علاقة سيد البيت
الأبيض الجديد بروسيا، وبالرئيس فلاديمير بوتين بشكل خاص، قال وولسي إن الكلمات
والعبارات الودية المتبادلة بين ترامب وبوتين في رأيه، لا "تعكس موقفًا
سياسيًا على حساب أوروبا، ولكنها أقرب إلى المجاملات الدبلوماسية بين قادة الدول،
منها إلى الموقف المبدئي، ولا تنسوا مثلًا أن روزفلت كان يُنادي ستالين مثلًا
بالعم جو، رغم كل العداء الذي كان في عهده بين البلدين، وفي مذكراته كشف روزفلت
أنه كان مضطرًا لمثل تلك المجاملات فقط لحاجته لقوة ستالين العسكرية في الحرب على النازية".
يظن البعض أن تصريحات ترامب التي تتعلق بالإرهاب هي للاستهلاك الانتخابي، وانه سيبدأ في تجاوزها عندما يقترب من المكتب " البيضاوي" وهؤلاء ينتمون لعدة توجهات يأتي في مقدمتهم الجماعات السياسية المتأسلمة.
كما يأتي بعدهم عدة دول كانت ترى في أمريكا حصنا لسياساتها في مناطقها كتركيا، وقطر التي كانت تحتوي جماعات اسلامية في المنطقة، وكانت تمثل يد أمريكا في المنطقة.
غير أن تصريح ترامب يوم الجمعة، قال إنه يجدر على الولايات المتحدة قطع الدعم العسكري عن المعارضة السورية المسلحة، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
واعتبر ترامب في مقابلته التي نشرت الجمعة، أن الفصائل التي تقاتل بشار الأسد "مجهولة" بالنسبة له، وفيما هي تعمل على قتال النظام بدعم من الولايات المتحدة "ستصبح واشنطن في مواجهة مباشرة مع روسيا التي لن تتخلى عن الأسد"، بحسب تعبيره.
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة تقاتل النظام السوري بينما روسيا تقاتل "داعش"، في الوقت الذي "يجب أن تكون الأولوية لقتال التنظيم الإرهابي"، بحسب تعبيره. وأضاف، أنه في حال هاجمت الولايات المتحدة الأسد فهذا يعني "في النهاية أننا نقاتل روسيا".
كما اشار إلى أنه لن يدعم أي عناصر مدنية مسلحة في ليبيا أو غيرها، وسيبحث عن حليف قوي في هذا البلد بالمشاورة مع مصر.
أما في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فقد اعتبره "حرباً بلا نهاية"، لكنه أعرب عن أمله في المساهمة في التوصل إلى حل. وقال "إنها الصفقة الأعظم" لافتاً إلى أنه من منطلق خبرته في الأعمال "يريد إبرام…الصفقة المستحيلة، وذلك لصالح البشرية جمعاء".
ما بين كلينتـون وتـرامب يستمر عداء العــرب
يشهد العالم حاليًّا حالة من وَجَدْ المتابعة للانتخابات الأمريكية، ومتابعة فارق النقاط في سبر أراء وكذلك مراكز متابعة وضع كل مرشح، ومن يتفوق على الاخر سواء كلينتون او ترامب.
في الوطن أيضا وصلت هذه الحمى لوسائل الاعلام وللنشطاء على مواقع التواصل، وكذلك لوسائل صنع القرار السياسي، وهؤلاء جميعا يراهن كل منهم على احد المرشحين الذي عقد عليه آمالا لتحقيق مصالحه ومساعدته من قبل الرئيس القادم بشكل او بأخر.
من المعروف أن هناك ثوابت لا تتغير في السياسة الأمريكية، هذه الثوابت ربما غير مكتوبة، وغير مدونة في الدستور الأمريكي، ولا تعرض على أي رئيس، لكن أي شخص يتصدى للعمل السياسي في أمريكا لابد أن يكون ذا دراية بها، وان يكون متنبها لها ولا يخالفها.
هذه الخطوط التي يقف عندها الرئيس تتمثل في وكالة الاستخبارات المركزية، وأيضا اللوبي اليهودي الصهيوني، وكذلك رأس المال ومؤسساته.
ولن ينجح أي رئيس مهما كانت شعبيته، ولن يستطيع الوصول للبيت البيض مالم يكن قد تفهم هذه الثلاثية جيدا، وهذا ما سبب سقوط كلينتون أمام أوباما، فهي لم تكن بعد قد استوعبت شروط الثلاثية للنجاح، غير أنها بدأت اكثر فهما واستيعابا الآن امام منافسها ترامب.
من جهته فإن المرشح الجمهوري ترامب، لم يقل شيئا غريبا، فهو مثله مثل أي أمريكي عداء واضح للمسلمين والاسلام بحجة الارهاب، وعنصرية ضد الملونين والمهاجرين، وأيضا حب السيطرة على العالم ، غير أن المجاهرة بهذه الأمور لا يرضى عنه ثلاثي صنع القرار العميق في أمريكا.
وكدليل على ان أمريكا لا تسوق الديمقراطية بشكلها الصحيح لغير الأمريكيين، ولا تريد دول مؤسسات خصوصا في الدول العربية، ما تقوم به في العراق منذ أكثر من عشرين سنة، فهي لم تستطع مساعدة العراقيين على بناء دولة، ولم تغير العراق إلا إلى الأسوء، واغرقته في حروب طائفية لن تنتهي في سنوات منظورة.
كما أنها تساهم بشكل كبير في تنامي قوى الارهاب في سوريا، واشاعة الفوضى بشكل كبير، وهي لا تتدخل إلا لتضعف طرف لحساب طرف، بحيث لا ينتهي الصراع، وتظل هذه المنطقة منطقة جذب للإرهابين، وبالتالي سترتاح ربيبتها في المنطقة " اسرائيل " من عبء اقتصادي وتسليحي تحسبا لأي مواجهة قادمة مع دول الجوار.
كما أن أمريكا نفسها جَرَّتْ السعودية لحرب ستكون طويلة وستستنزف الجهد والمال السعودي، وبالتالي انهاك اقتصادها، وتجعل القرار السعودي السياسي مرهونا للتوجه الأمريكي، والدليل يكمن في أمرين، أولهما اختفاء السعودية من مشهد دعم البرلمان الليبي، وأيضا دعم الجيش الليبي، وظهور اسم السراج وحكومة وفاقه، عبر وسائل اعلام ممولة سعوديا، خصوصا بعد وفاة المغفور له الملك عبدالله، وثاني الأمرين هو موقفها الأخير من مصر، فبعد وعود وعقود للتنمية والدعم، أوقفت السعودية كل شيء، بما فيه شحنات الوقود لمصر، وهذا طبعا بتوصية أمريكية لخنق مصر وجيشها.
في ليبيا أمريكا تفعل كل ما من شأنه أن يجعلها مثال للفوضى الخلاقة، فاستمرار الفوضى في ليبيا، يعني خنجر في خاصرة مصر، وستكون مسألة تأمين الحدود عبأً على الاقتصاد المصري، كما ان تونس لن تستفيد من نمو الحركة السياسية والاقتصادية مع ليبيا، وستكون تحت رحمة الغرب من أجل حمايتها.
أمريكا في ليبيا لا تهدد إلا البرلمان ولا تلوم إلا الجيش في حالة حدوث أي مشكلة من جراء الحرب على الإرهاب، لكننا لم نسمعها يوما تلوم تواجد قيادات الارهاب بطرابلس أو مصراته، ولا تفرض قيودا على شخصيات تدعم الارهاب بالقول والفعل، مثل المفتي السابق الصادق الغرياني أو غيره من قادة الارهاب في طرابلس.
كما أن أمريكا تؤوي جماعات الاخوان الليبية بها، وتحاورهم وتدعمهم للحكم في ليبيا رغم سقوطهم ديمقراطيا وبواسطة الصناديق، وهذا أمر يدعونا لليقين بأن أمريكا لن تصدر لنا أي نمط ديمقراطي، أو نموذجا للدولة المدنية، بل أفرغت هذه الأشياء من محتواها، وصدَّرتها لنا مع انتشار السلاح، لأن أمريكا وقادتها المستترين والظاهرين، يدركون ان أي دولة بدون جيش قوي، وأمن مسيطر بقبضة قوية، ستكون بالديمقراطية مجرد دول عصابات، لذلك لن ينفع العرب خصوصا دول " فوضى " الربيع العربي أي من الرئيسين القادمين سواء ترامب أو هيلاري كلينتون.
قاتلات أطفال بنغازي يطالبن بتعويض

عادت قضية حقن 400 طفل ليبي بفايروس الايدز في مستشفى بنغازي عام 1999 للواجهة من جديد، هذه القضية التي أتهمت فيها خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بنقل دم ملوث للمئات من الأطفال في بنغازي.
عادت القضية للواجهة بعد أن قالت عدة وسائل اعلام أوربية بأن مذكرات لمسئول ليبي سابق عُثر عليها عام 2012 توضح مسئولية النظام السابق في ليبيا عن نقل الدم الملوث لهؤلاء الأطفال.
وكانت محكمة ليبية اصدرت حُكما بالإعدام بحق المتهمين بعد محاكمة استمرت لأكثر من عام ، غير ان تدخلات دولية عدة أدت إلى الافراج عن المتهمين واطلاق سراحهم.
ردود الأفعال حول المذكرات التي أفادت مصادر الاعلام الأوربية عن العثور عليها تعود لوزير النفط السابق في عهد القذافي شكري غانم والذي مات في حادثة غامضة غرقا بأحد أنهار النمسا، جاءت من عدة شخصيات ليبية سابقة منها مندوب ليبيا في الأمم المتحدة ووزير خارجية القذافي لعدة سنوات عبدالرحمن شلقم، والذي أوضح في تدوينة له بموقع التواصل الفيسبوك بأنه لا صحة "للمذكرات التي نشرها موقع فرنسي و نسبها الى رئيس الوزراء الراحل شكري محمد غانم حول قضية "أطفال الإيدز" في بنغازي .
وذكر شلقم في تدوينته بأن ما ورد في "بعض وسائل الاعلام الفرنسية حول براءة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني نقلا عن مذكرات شكري غانم لا اساس له من الصحة ".
وأضاف ان هدف هذا التسريب هو "تصفية حسابات بين المتنافسين في انتخابات الرئاسة الفرنسية القادمة ، مؤكداً بأن هذا الملف اغُلق نهائيا سياسيا وقانونيا".
ودعا شلقم المسئولين الليبيين الى الرجوع للوثائق الموجودة بالخصوص في ارشيف وزارة الخارجية الليبية .
في هذه المذكرات المنسوبة لشكري غانم التي نقلها موقع "ميديابارت" الفرنسي، وأعادت نشرها "فرانس برس"، ورد فيها أن غانم استقبل في 2007 محمد الخضار، العضو في لجنة التحقيق التي شكلت في ليبيا حول الإفراج عن الممرضات.
ونقل الموقع أن شكري قال في مذكراته أن الخضار أخبره أن "رئيس الاستخبارات العسكرية عبدالله السنوسي، روى خلال استجوابه أمام لجنة التحقيق أنه حصل مع موسى كوسا رئيس المخابرات الليبية يومها على 31 زجاجة صغيرة تحوي الفيروس".
وأضاف أن السنوسي وكوسا "حقنا الأطفال بالفيروس. ولم يكن الأطفال الـ 232 في بنغازي بل نقلوا من مستشفى تاجوراء قرب طرابلس"، حسب الخضار
وأفاد مصدر قريب من الملف أن المعلومات الواردة في المذكرات والتي كشف "ميديابارت" النقاب عنها، سُلمت للقضاء الفرنسي في إطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملة نيكولا ساركوزي الرئاسية العام 2007. وكشف شكري غانم في 29 أبريل 2007 أن ساركوزي تلقى على ثلاث دفعات ما لا يقل عن 6.5 ملايين يورو.
يشار إلى ان عدداً من المراقبين الاعلاميين شككوا في صحة هذه المذكرات، بعد اعادة نشرها على وسائل إعلام أوربية مختلفة، خصوصا بعد مطالبة الممرضات البلغاريات بالتعويض المالي عن فترة سجنهم بعد ساعات من نشر المذكرات على موقع "ميدابارت" الفرنسي.
في نفس السياق كشف النائب العام الأسبق في عهد القذافي المستشار إبراهيم بوشناف عن بعض جوانب القضية التي حُقن فيها أكثر من 400 طفل ليبي بمستشفى الأطفال في بنغازي بفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" عام 1999.
بوشناف أكد في تدوينة له على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بأنه "سبق له العمل على هذه القضية التي أتهم فيها طبيب فلسطيني، وعدد من الممرضات البلغاريات، والذين وجهت لهم تهمة الوقوف وراء حقن الأطفال فضلاً.
وأشار النائب العام الليبي السابق إلى استماعه إلى مرافعات النيابة الليبية ودفاع المتهمين وقيامه باتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين المحامي البلغاري فلاديمير شطانوف من حضور جلسات المحاكمة عن المتهمين واعتبار طلبه بإعادة التحقيق مع المتهمين إجراء لا يجوز قانوناً لتعتبره المحكمة طلباً للاستجواب، وحددت جلسة لمحاكمتهم.
واضاف بوشناف بان هذه الجلسة حضرها فضلاً عن المتهمين وفريق دفاعهم، بالإضافة إلى سفراء دول الاتحاد الأوروبي، وعدد من مراسلي الصحف، ووكالات الأنباء العالمية والبلغارية، وحسب بوشناف فإن فريق الدفاع عجز عن نفي التهمة، وليزداد يقين المحكمة بصحة ثبوت الاتهام ونسبته للمتهمين، لاسيما بعد إقرار زوج المتهمة الأولى كريستينا بإحضاره زجاجات البلازما الملوثة بفيروس الإيدز، لوجود عجز فيها بالمستشفى التابع لشركة دونغ آه الكورية التي يعمل بها، فضلاً عن إقرار أحدى الممرضات المتهمات وتدعى فاليا بقيامها بحقن الأطفال بطلب من كريستينا.
تعود بدايات القضية إلى فبراير 1999، وتم احتجاز 19 عاملا طبيا من بينهم ستة ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني، وتم توجيه التهمه لهم والتحقيق معهم في ملابسات انتشار فيروس الإيدز في مستشفى أطفال بنغازي، وبعد التحقيق الأولى تم الإفراج عن 13 من اصل 19 شخص.
وبدأت محاكمة الممرضات البلغاريات الستة والطبيب الفلسطيني في فبراير عام 2000 بتهمة الحقن المتعمد لأطفال مستشفى بنغازي البالغ عددهم 426 حقنوا بفيروس الإيدز عن طريق الدم الملوث المستورد من بنك الدم الفرنسي، والذي كان قد سبب سابقاً في أزمة سياسية داخلية في فرنسا تم على أثرها إقالة وزير الصحة الفرنسي.
السراج بتوصيات من لندن يضع الجميع في سلة واحدة
من خلال حوار رئيس المجلس الرئاسي المهجن من عدة اقتراحات دولية ومخابراتية، ووضع في بوتقة ما سُمي " الاتفاق" ، ففي حواره مع ليبيا هيرالد وهو موقع يبث الأخبار والتقارير واللقاءات باللغة الأجنبية، وللحقيقة اجهل تبعيته وتوجه القائمين عليه، لذلك سأحاول القاء الضوء على كلام السراج، لأننا نعرف حقيقته ومن جاء به لمسرح السياسة الليبية.
يبدأ السراج بوضع شخصيات وطنية كعقيلة رئيس مجلس النواب، والقائد العام للجيش الليبي المسير خليفة حفتر، مع مسئول مقال وهو محافظ البنك المركزي الصديق عبدالكبير، وشخصية تنتمي لجماعة الاخوان وتؤيد الارهاب في ليبيا المفتي المعزول الصادق الغرياني.
الشيء المثير هو ان السراج تناسى بأن الشخصيتين التي يتفق الليبيون على فسادهما وهما الكبير والغرياني، من أطاح بهما هو رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وأيضا من يحارب مليشيات الغرياني هو القائد العام خليفة حفتر. فكيف يصح أن انسان عزل انسان يتفق معه في التوجه، أو يحارب شخصا يماثله في التصرف.
في حواره مع موقع ليبيا هيرالد (Libya Herald) نشر الأربعاء (يقول السراج بأن فساد المشير خليفة حفتر يتم عبر انخراطه بالتصعيد العسكري ويتم "فساد" المستشار عقيلة صالح عبر مناوراته السياسية، وتسببه بانسداد الأفق السياسي ويمارس الصديق الكبير "الفساد" من خلال إعاقته تحقيق أي تقدم في القضايا المالية والاقتصادية بالبلاد فيما يمارس الغرياني فساده عبر إصدار الفتاوى المتطرفة).
ومن هنا يظهر عدم فهم السراج لما يحدث في ليبيا فحفتر يدرك كل الليبيون بانه يحارب جماعات ارهابية، وهذه الجماعات يعترف الغرياني بها، ويدعمها بما يستطيع من طرابلس بالقرب من السراج، وأيضا من مصراته عبر جماعات الإخوان وما شابههم.
أما كلامه عن عقيلة فهذا يدل على ان السراج لا يعرف واقع البرلمان الذي لايزال نائب به، حيث أن عقيلة لا يستطيع أن يغير شيء إلا بموافقة النواب وبحصول أغلبية دستورية داخل البرلمان.
ويأتي غباء السراج السياسي حين يقول بأنه "يعمل مع هؤلاء الأربعة من دون أدوات تنفيذية فيما يملكون أدواتهم التنفيذية المتمثلة بالمال ووسائل الإعلام والسلطة الدينية".
هنا يقع في شيء لا يمكن ان يقع به أي شخص يدرك ما يحدث في ليبيا ولو بنسبة 30% فمجلس النواب يعاني ايضا من عدم تعاون الصديق عبدالكبير المحافظ الذي اقاله البرلمان، ولم يعترف الأوربيون والغرب بالتغيير، أما حفتر فجيشه يعتمد على الدعم الشعبي وبعض الدول الصديقة، ولم ترصد له أي ميزانية خاصة، أما السلطة الدينية فحتى الأحمق يدرك بأن الغرياني اشد كرها للشرعية من السراج ذاته.
وتأتي الكارثة التي يمثلها تفكير هذا السراج حين يعرب عن أسفه لخذلان الناس له، وعدم تحقيق المجلس الرئاسي لتوقعاتهم الكبيرة بتحسن الأوضاع لغياب الموارد المالية اللازمة لتحقيق ذلك.
ويظهر أن لقاء لندن قد لُقن فيه السراج بعض مما قاله ، وهذا نجده في اتهامهلرئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله "بالتسويف والمماطلة ومنح سبق فضل للجيش بشأن إعادة استئناف تصدير النفط من منطقة الهلال النفطي بعد مراوغته بتنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه الرئاسي مع الجضران قبل دخول قوات الجيش الليبي وعدم رفع حالة القوة القاهرة واستئناف التصدير بحجة الخوف على سلامة ناقلات النفط ليمنح بذلك سبق الفضل للجيش.
وهنا وقع السراج في شر أقواله وأثبت بأنه يتعاون مع المليشيات والخارجين عن القانون، كما يثبت بصحة المعلومات التي تقول بأنه زود الجضران بالأموال، ووعده بدور كبير في ادارة النفط الليبي، وطبعا هذه الأمور كما قلنا بتوصيات من عرابي الوفاق المزعوم في أوربا لكي يستمر تدفق النفط الليبي بأرخص الأثمان، حين تكون السلطة في يد شخص ضعيف كالسراج، والنفط يديره مجرم سابق كالجضران.
فشل السراج وضياع الوفاق ومآرب الغرب في ليبيا
يدرك كل الليبيين الآن بأن السراج ليس إلا أداة طيعة جيء بها لتنفيذ
أجندات دولية، تتمحور حول المزيد من الفوضى في ليبيا، وهذه الفوضى هي الهدف
الاساسي الذي تريده دول الغرب عموما.
فالحكم على السراج بالفشل أمر غير منطقي، لأنه جاء أصلا لتنفيذ مهمة
محددة سواء بعلمه أو بجهله، هذه المهمة هي اعادة انتاج نظام في ليبيا ليست له من
مهام سوى أن يظل يستمع، وينفذ ما يصله، لا أن يفكر ويبتكر ويناقش العالم من حولة
حول أوضاع ليبيا.
حتى الآن لم نقرأ أو نستمع لأي تصريح أو كلمة للسراج تتعارض مع ما
يقوله كوبلر" عراب مصالح الغرب" أو وزراء الاتحاد الأوربي، أو امريكا.
أما في داخل ليبيا فهو لا يتعامل سوى مع عدد محدود من الأشخاص يتكونون
من قادة مليشيات ذات صبغة اسلامية، ويستمع ويجتمع ببعض الليبيين الذين تربوا في
كواليس المطبخ السياسي الغربي، وتتلمذوا على ايادي مخابراته المختلفة، وهؤلاء
أبناء مخلصون لهذه الأدوات التي أنجبتهم.
ويظل وجود عراب مصالح الغرب ومخابراته في ليبيا والموصوف بانه مبعوث أممي
إلى ليبيا " كوبلر " كنقطة تتمحور حولها كل الخلافات، وتتصاعد الأزمة
بوجوده، فهو لا يقدم حلا يرضى كل الأطراف، بل أنه في كل اجتماع يحاول ارضاء من
يقابله من الليبيين، ثم يسافر ليقابل مجموعة أخرى من الليبيين ويتعهد لهم بنفس
الأمور والاشياء التي حاولها مع سابقيهم، وهكذا..!.
في الأيام الأخيرة اطلق كوبلر " مخدرا" يريد من خلاله كسب
ود الجانب الأقوى في ليبيا الآن، وهو جانب القيادة العامة للجيش، والذي صار مؤيديه
في ليبيا هم الجانب الأقوى، خصوصا بعد وضع الحقول والموانيء النفطية تحت حماية الجيش،
وتديره السلطات الحكومية المختصة، وأيضا توغل قوات الجيش في مناطق الجنوب، وتحشيد
قوات كبيرة على تخوم طرابلس، خصوصا في الجنوب الغربي من العاصمة.
مع ذلك لا يوجد اتفاق كبير بين بعض القيادات
السياسية والاجتماعية الداعمة للجيش، وللمشير حفتر تجاه ما قاله كوبلر عن إيجاد دور
للجنرال على رأس جيش موحّد في المرحلة المقبلة.
وقد يكون هناك من يرى أنه موقف إيجابي من
كوبلر وهناك من يرى أنه "تدخل سافر من كوبلر في سلسلة تدخلاته في الشأن الليبي"،
وخطوة لإرباك المشهد.
وكدلالة على أن اغلب أعضاء مجلس السراج
لا يريدون وفاقا، بل يريدون حكما مركزيا مقيتا لهم ولجهويتهم، ومن يؤيدهم خصوصا
معيتيق وكجمان والعماري، حين رفض هؤلاء طرح كوبلر بطريقة غير مباشرة، وذلك عن طريق
اجتماعهم مع بقايا ضباط الجيش في طرابلس والذين لا يسيطرون حتى على البدل العسكرية
التي يرتدونها، لكن كان الهدف منه هو تنفيذ اتفاق خفي يقول بوجود أكثر من جيش في
ليبيا، وهذه نقطة طالما عزف على وترها عراب سياسة الغرب في ليبيا كوبلر.
وكدلالة على عبث الغرب في ليبيا، خصوصا في
العاصمة طرابلس، تركهم للسراج تائهة في العاصمة، دون حسم المواضيع الحساسة مثل
المليشيات، وقادة الارهاب في طرابلس، وايضا عدم سيطرته على مقار الدولة منذ البداية.
المعروف لكل الليبيين، وبلا شك لا يخفى
على الغرب أن الغويل رئيس حكومة الانقاذ الموازية كان يلتقي دبلوماسيين أجانب في العاصمة
باعتباره رئيس حكومة على الرغم من أن الغرب هو من وضع السراج في هذا المنصب ويدعمه.
لذلك فإن عمق المشكلة الليبية تتمحور
حول تدخل الغرب بحجة الوفاق، وترك ارادة الشعب الليبي، وما أنتجه بأدوات
الديمقراطية والصناديق، لا لشيء سوى ان تظل ليبيا في هذا الحراك المضطرب، والذي لن
يتركه هؤلاء يهدأ بأي شكل، ولن يهدأ بالطبع سوى بدخول القوة الشرعية الوحيدة
للعاصمة وتأمينها، ووضع حكومة يتفق عليها الليبيون، بشرط أن لا يكون من بين هؤلاء
الليبيين، جماعة الإخوان والمقاتلة وقادة المليشيات، ومجالس الشورى الارهابية.
22-10-2016
مجموعـــة من مقالات وتقارير تتعــلق بالشــأن الليبي
كُتبت في عدة صحــف ومواقع .
بدأ صناع القرار الغربي والدولي في التصــريح
بنظرتهم التي كانوا يخفــونها منذ مدة، أو كانوا لا يتمنون أن يأتي وقت يعترفون فيه
بهذه الرؤية حول موقف وقوة المارشال خليفة حفتر.
صحيفة اللوموند الفرنسية واسعة الانتشار
والتأثير أوضحت في مقال مطول لها يعكس بكل تأكيد رؤية أوربية ، حول موقف المشير خليفة
حفتر وقوة الجيش الليبي ، حيث وصفت الصحيفة أن باريس ولندن وروما وواشنطن كانت
" تعتبر حفتر جزءًا من المشكلة وليس طرفًا في الحل، ولكن مع تقدم قواته في الهلال
النفطي وسيطرتها عليه تغيرت نظرة العالم، بعدما بات يتحكم في الرئة الاقتصادية للبلاد".
وأكدت الصحيفة أن هذه القوى وغيرها أصبحت متيقنة من أن "النتيجة المباشرة لتطورات
الهلال النفطي هو أن مجمل خطط الأمم المتحدة الهادفة إلى إزاحته باتت دون أهمية".
واعتبرت اللوموند أن حفتر "يمتلك عزيمة غير قابلة للزعزعة، حيث رفض أي تواطؤ مع
المتطرفين، وأن حسابات الدبلوماسيين الأوروبيين الذين يتابعون الوضع الليبي من تونس
كانت خاطئة في تقديرهم له". واشارت الصحيفة أن حفتر يمتلك مؤيدين متحمسين وأوفياء
"وهو أمر مؤكد وله شعبية لا نزاع فيها في البلاد بسبب وقوفه ضد الميليشيات المتطرفة
وفي مقدمتها (أنصار الشريعة) التي نفذت اغتيالات دموية في بنغازي شملت المعارضين والمثقفين
ونشطاء المجتمع المدني". وترى اللوموند أن المارشال حفتر "يمكن أن يكون رجل
الساعة وبدعم الشعب، وأنه يستمع الآن بمغازلته من قبل المخابرات الغربية، في وقت يتعرض
فيه لمقاطعة الدبلوماسيين الأوروبيين".
وختمت اللوموند مقالها أن " لا أحد بعد الآن يمكنه أن يتجاهل حفتر
في ليبيا، ولا أحد يهزأ منه، رغم عمق الأزمة الليبية". وفي رؤيتها لأحداث سيطرة
الجيش الليبي على موانئ النفط قالت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تحركات قوات الجيش
الليبي الأخيرة في منطقة الهلال النفطي، ورأت أنها منحت المشير خليفة حفتر «أهم أوراق
المقايضة» في المشهد السياسي الليبي. ونقل في تقريرها الأحد الماضي عن دبلوماسي بريطاني،
لم تذكر اسمه، أن «حفتر مثل الإلكترون الحر، فلا أحد يدري الآن ما هي خطته، لكن السيطرة
على الموانئ النفطية تعطيه ورقة جديدة وحيوية للتفاوض». ولفت مسؤولون أميركيون إلى
محاولات للتوصل إلى تسوية يمكن من خلالها تقليد حفتر منصب القيادة العسكرية الإقليمية،
لكن «صنداي تايمز» استبعدت موافقة حفتر على هذا الاقتراح في ظل سيطرته على موانئ التصدير
الرئيسة بالبلاد. وأوردت الصحيفة قول المسؤول السابق بالبيت الأبيض، بين فيشمان، إن
«الوضع في ليبيا بات أكثر تعقيدًا». وفي ظل الأوضاع الحالية، استبعد فيشمان حدوث انفراجه
قريبة في الأزمة نظرًا لوجود عشرات الأطراف القبلية والمجموعات المسلحة. وبدوره رفض
السفير البريطاني الأسبق لدى ليبيا ريتشارد دالتون تلك المزاعم، وقال إن «الفوضى الحالية
سببها الرئيس الخلافات الداخلية بين الفصائل الليبية والمستمرة حتى الآن، ورفضهم وجود
عناصر من النظام السابق في المشهد بغض النظر عن كفاءتهم». في نفس السياق كان وزير خارجية
مصر سامح شكري أكد تأييد بلاده المطلق للمشير خليفة حفتر وتأييد دورة في اعادة سيطرة
الدولة على مقدراتها. وقال شكري في تصريحات اعلامية "إن مصر تدعم الجيش الوطني
الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بكل ما يحمله من شرعية في تحركاته لاستعادة الاستقرار
في البلاد". وشدد شكري، في تصريحاته على "تأييد مصر التام لتحرك الجيش الليبي
للحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا وتأمين الثروات البترولية الليبية". كما
أن رئيس مجلس الوفاق المقترح فائز السراج كان صرح بإدانته لاستعادة الجيش لهذه الموانئ
لكنه تخلى عن موقفه المتشدد، بعدما فشل المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، في
نزع قرار من مجلس الأمن بإرسال قوات دولية لمنطقة الهلال النفطي، وأكد السراج في بيان
أصدره منفردا الأربعاء، معارضته لأي تدخل أجنبي في المنطقة النفطية، وطالب بحوار مع
المشير حفتر قائد القوات المسلحة الليبية، ومع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، للتفاهم
على ترتيبات تتعلق بالمستجدات. من جانبه قال مبعوث ليبيا لدى منظمة الأمم المتحدة،
إبراهيم الدباشي، إن سيطرة الجيش الليبي على الهلال النفطي اسقط مخطط تقسيم ليبيا أو
فرض حكومة عميلة لها. ونشر الدباشي، تغريدة على موقع تويتر "إن سيطرة الجيش الليبي
على الهلال النفطي اسقط مخطط بعض الدول وعملاءها لاستخدامه كمنطقة عازلة بين شرق ليبيا
وغربها لفرض التقسيم او قبول حكومة عميلة لها".
الخطــوة الأولى
لاشك أن لا أحد ينتمي لهذا الوطن يريد أن
يتم تقسيمه بأي شكل، أو أن يتم التفريق بين أبنائه بأي وسيلة، فهذا الوطن منذ أن اصبح
كدولة وطنية لأول مرة، على يد مؤسس ليبيا الحديثة الملك الصالح محمد ادريس السنوسي، والجميع
يحترم وحدة هذه البلاد.
ورغم ان هناك طفرات في النقاش، بين جهات الوطن،
وهذه الأمور توجد في أعتى دول العالم تحضرا وتوحدا، ولا توجد دولة في العالم لا توجد
بها تيارات تتصارع أو تتنافس على أمور معينة، أو تتبنى افكاراً ما، فالجهات توجد
في كل العالم، واختلاف اللهجات أيضا، وكذلك اللغات، والديانات، وحتى بعض الممارسات الحياتية
توجد بها اختلافات بين أبناء الوطن الواحد، ولا يخلو منها بلد في هذا العالم، ولذلك
لن تكون ليبيا بمعزل عن هذه الأمور.فتسميات مثل برقة وطرابلس وفزان، ليست وليدة
الحالة الليبية الآن، لذلك يجب أن نتعامل معها كإرث تاريخي، ونناقشها بهدوء، دون اتهام
هذا أو ذاك بأي تهم تزيد حدة الاحتقانات، وقد تخلق نوعا من الفرقة، وقد تثبت كثيرا
من الأمور التي يريد البعض نفيها، كما أن العالم من حولنا وفي جميع دوله تتعدد طرق
ادارة البلاد فيها، وتتنوع السبل الإدارية ، ولذلك أي طرح في أدوات الحكم، يجب أن لا
يُحَمَّلْ أكثر مما يحتمل.
ولكي أكون واضحا في هذا الجانب، الطرح الفيدرالي
ليس كفر بالوطن، ولا بوحدته، إن تعاملنا معه بعقلانية، وأتحنا للنقاش فرصة لمن يعتقدون
به، وإذا اهملنا هذا الجانب، جانب التحاور، فأننا بهذا إنما نؤطر لظهور طرح متشدد في
باطن هذا التيار الذي لم يستعمل حتى الآن سوى اساليب ضغط هي أقل بكثير مما حدث من تيارات
واشخاص أخرين، ولا ننسى أيضا أن هذا الطرح يجد أرضية خصبة، نظرا لأن واقع أداء الحكومة
المركزية في ظل حكم القذافي كان يمثل قمة التخلف الاداري والخدمي للمواطن، وأنسحب الأمر
على الحكومات التي جاءت بعده بما فيها الحكومة الحالية، رغم مسحة الديمقراطية التي
صبغت طريقة انتاج هذه الحكومات.
إن المواطن البسيط قد لا يدرك تفاصيل كل
شيء، فهو ينظر فقط لما يصله من قرارات، ويقارنها بما يأتيه من مصلحة، حتى وإن كانت
حالة كل المدن والبلاد واحدة، وليس مستعدا ان يناقش أو يتفهم وضع الحكومة أو الجهة
المشرعة، والتي قد لا تملك أكثر مما قدمت، لكن في المحصلة المواطن ينظر لهذه النتائج
على انها ضد هذه المنطقة أو تلك، أو تهميشا لهذه المدينة دون بقية المدن.
ولنكن اكثر وضوحا وشفافية، لو تأملنا عملية ارسال
البعثات إلى الخارج، فإننا نجد مدنا معينة يُبتعث منها في كل شهر العشرات من ابنائها
إلى الخارج لشتى الأغراض، في أحدى المرات وقعت بين يدي شخصيا إحدى قوائم البعثات الدراسية،
وجدت مدينة لا تتعدى بضعة آلاف يبتعث منها حوالي ثلاثمائة دارس للخارج.
بينما مدينة طبرق التي تقترب الآن من الثلاثمائة
ألف سكانا لم يبتعث منها في تلك القائمة سوى ثلاثين شخصا !، هنا لا يمكننا أن نقنع
المواطن أو الطالب الذي يريد استكمال دراسته أو التدريب، بأن الأمور واحدة في كل انحاء
الوطن. كما أنه على مستوى المؤتمر والحكومة، لاتزال الرؤية في كل شيء، غارقة في المركزية
والجهوية، فمنذ أيام ظهرت قائمة بأسماء السفراء المعتمدين لليبيا، ونظرا لأن ليبيا
لا شيء يمنع مواطنيها من معرفة أصل وفصل كل مواطن يظهر في موقع للمسئولية، فمع النظرة
الأولى للقائمة وجدنا أن الشرق بكامل مساحته وعدد سكانه، لم يظهر منه سوى اسم شخص واحد
كسفير في هذه القائمة، كما أن كثير من المهام تدور في فلك مدن معينة، وجهة واحدة من
الوطن، حتى أن اداري ومرافقي الفرق الرياضية، وكذلك الاعلاميين المرافقين لها، أصبحت
حلم مستحيل لأي اداري أو اعلامي من مدينة مثل البيضاء أو اجدابيا أو طبرق بمرافقتها،
بينما الدائرة المرافقة صارت معروفة أسمائها ومدنها ومناطقها.
وأسوق مثلا اخر أكثر مرارة، في أحداث الجمعة
بطرابلس وقع جرحى من كلا الفريقين المشاركين في تلك الأحداث، والحمد لله وجدنا أن كل
الجرحى والمصابين وبسرعة مذهلة تم ارسالهم للعلاج في الخارج، ورغم أن هذا الأمر كان
مثار الاعجاب والفرح لجزء من الوطن والمواطنيين. إلا أنه لجزء أخر كبير من الوطن والمواطنيين
اثار تساؤلات وأثبت فرضيات، بأن ابناء الوطن وجرحاه، في نظر الحكومة القابعة في طرابلس،
ليسوا مواطنيين من نفس الدرجة، ويذكرون لك جرحى السبت الأسود، وغيره من أيام، والذين
تحولت جروحهم لإعاقات في انتظار السفر.
وحدة الوطن وتماسكه، لن يستمرا بالأحلام،
أو بالأقوال فقط، أو الاتهام حتى، بل تحتاج للعمل الواضح والصحيح، سواء من قبل الهيئة
التشريعية أو التنفيذية، وأول هذا العمل ايجاد نظام حكم محلي، لا يخضع لمزاجية الحكومة،
أو حتى الأعضاء في البرلمان أو غيره من أجسام تشريعية مقبلة، والغريب أن المؤتمر والحكومة
تجاهلا هذا الأمر بشكل يؤكد اتهام البعض لها بعدم الجدية في الاسراع ببناء الدولة ومؤسساتها،
فقرار مثل نظام الحكم المحلي أمر يحتاج لعمل سريع وجدي، تكون نتائجه تهدئة الشارع،
وتهدئ كثير من اللغط والفوضى على مستوى الوطن، وتجعل من وحدة الوطن أمرا ملموسا، وليس
شعارا رُفِعَ بالقوة في زمن مركزية القذافي، والآن تسعى الجهات المركزية المنتخبة لاستمراره
بشكل مموه، وتغليف الاتهامات لمن يطرح أي رؤية معينة مخالفة، لا تتناسب مع تيار سياسي
معين، أو مصالح البعض، ويكون أدنى درجة في هذه الاتهامات أن هؤلاء دعاة تقسيم أو طالبي
سلطة، دون أن يجلس هؤلاء مع اولئك لمعرفة نوايا هذا الطرف أو ذاك.
يبقى أمر أخير هام وخطير، وهو أن مسألة
ترحيل المشاكل، لكي يحلها الزمن، أو تتنزل معجزة من هنا أو هناك، لن يأتي إلا بمزيد
من المشاكل، وسياسة الترحيل للأسف صارت عنوانا للمؤتمر والحكومة، لذلك نحذر بأن تراكم
هذه المشاكل سيكون بمثابة قنبلة لن نستطيع إن انفجرت حصر أشلاء الوطن التي ستتناثر
بسببها.
ثلاثيـــــة الحــــــل
الحالة الليبية بدأت أزمتها تشتد، ومع الاشتداد
بكل تأكيد الفرج، لكن قبل أن يأتي الفرج لابد من عمل يعجل بهذا الفرج، مع ايماننا الكامل بأن
كل هذه الأمور تظل قدرة الله هي المسيرة لكل هذه الأوضاع، وأيضا الله سبحانه وتعالى ترك لنا فسحة لنعمل ونقرر
مصير حياتنا، ولذلك يجب أن نفكر بوضوح وبصوت عال، لنقف على اساس الأزمة وتداعياتها كذلك.
كثيرون الآن بما فيهم الجسم التشريعي والتنفيذي
يحاولون حل المشكلات بترحيلها، أو الخنوع لإملاءات سياسية أو حزبية أو جهوية، فلم يُعد خافيا
على احد بأن تيارات حزبية ومناطقية معينة في غرب البلاد هي التي تسير المؤتمر، وتتدخل في قرارات
الحكومة، واسلوبها في ذلك معروف وواضح، احتواء البعض بالمال، تهديد البعض، تلفيق التهم
واطلاق الاشاعات حول البعض.
الآن عندما يخرج لك رئيس المؤتمر أو الحكومة،
لن يعطي رأيا واضحا للمواطن، لكنه يحاول تمييع اجابته بشكل لم نعهده حتى في مسئولي
الحكم السابق، فتلك الفترة عرفنا أسلوبهم وصار واضحا لدينا، ولذلك لم يكن المواطن في حيرة من أمره
فهو يعرف مدى كذبهم، ومدى خداعهم للناس.
الآن صرنا بين عدة مطارق وسنادين، فلا صرنا
نؤمن بالشرعية التي كانت صنع اصابعنا ذات محبرة، في يوم اعتقدنا فيه بأننا تجاوزنا
مدى الطغيان وسنوات القهر، ودخلنا عالما جديدا يؤمن بالحوار والتداول السلمي على السلطة،
وكانت الوجوه تنضح ببشرى الأمل، والقلوب ترقص طربا لليبيا الجديدة.
غير أنه للأسف منذ الاقتحام الأول للمؤتمر،
ومنذ الاعتصام الأول في أول وزارة، صارت المؤسسة التشريعية والتنفيذية محتلة من قبل كل من
ارتدى بزة عسكرية مستوردة من قطر أو غيرها، وصارت القرارات تصب في صالح مدن معينة، وبشر محددون.
في حينها لو خرج شخص من هاتين المؤسستين
التشريعية، والتنفيذية وقال الحقيقة لما وصلنا على ما وصلنا إليه، غير أن قاعدة سياسية أو
تنفيذية اخرجوها لنا، بأن أصبروا الخير قادم، ومن تكرارها بدون
جدوى، ظهرت بين الناس فكاهة سوداء، بأن هذا الخير ربما يركب سلحفاة وموطنه ربما الصين،
لذلك سنظل ننتظر. كانت أولى النقاط التي أوصلت الحالة للـتأزم
هو اصرار جهة سياسية حزبية أن يكون الجيش والشرطة
من صنعهم، ووفق أفكارهم، وبدأو يسربون عدة مغالطات، بأن الجيش والشرطة كانوا همهم فقط خدمة القذافي، مع أن هذا الأمر
ليس صحيحا بنسبة كاملة، فالجيش في برقة ( الشرق الليبي).
لم يرفع فيه أي جندي حتى قطعة خشب في وجه مواطنية،
ولاشك أن هؤلاء يعرفون بأن الجبهة الشرقية لولا الله والدعم الدولي ووجود ضباط مخلصين لما كان للجبهات أن
تقوم بما قامت به. إن وضع الأركان في السنتين الأولى هو ما
أوصل البلاد خصوصا بنغازي وطرابلس بأن تتحكم فيها المليشيات المسلحة، وكان وجود المنقوش هو مطيتهم
لتحقيق هدف تيار سياسي معين، وتوجه منطقة معينة لتستولي على مقدرات الوطن، وتسير به
نحو حكم جهوي خالص، سيكون اشد وطأة ومرارة من عهد الظلام القذافي.
ثارت بنغازي وتبعتها طرابلس على المليشيات،
واعطوا الشرعية لو كان لها وجود، فرصة أن تتخذ القرارات اللازمة لإنهاء هذه المشاكل، لكن
المؤتمر تفرغ لنقد الحكومة، ووضع العراقيل أمام عملها، وذلك بسبب تغول التيارات التي
ذكرناها أنفا، وفرض لرؤاها وأجنداتها بقوة السلاح في أغلب الأحيان.
الآن لا يمكن لأي عضو من المؤتمر، أو وزير
من الحكومة أن يقول بأن هذه الكتيبة أو تلك شرعية أو أنها تتبع الأركان، أو انها ستنظم للجيش
أو الشرطة، لن يرضى الشعب بهذا وسيخرج مرارا وتكرارا، مهما كانت التضحيات والضحايا،
ومهما كان حجم الدماء سيلا أو أنهارا. إن من
اطلق الرصاص في السبت الأسود في بنغازي، ومن اطلق النار في الجمعة الحزينة بطرابلس،
هذه الكتائب لا يمكن حتى مقارنتها
بكتائب القذافي في شيء، فهؤلاء يفوقونهم عربدة وطغيانا، وأتحدى أي كان بأن يثبت بأن كتائب
القذافي قتلت أربعين شخصا في ساعات كما حدث في سبت بنغازي، أو ثلاثين شخصا كما في جمعة
طرابلس.
الحالة الآن تستدعي التفكير بعمق، كما يجب
أن نحذر بأن الحالة في العاصمة الليبية لن تنتهي فيها هذه الأزمة نظرا لعدم وجود الجيش،
وأن كان هناك عسكريون مخلصون، لكنهم بدون قوات نظامية مدربة ل يمكن
القيام بهذا العمل، رغم أن هذا العمل سيكون الأفضل، مقارنة بالأمرين الآخرين.
الأمر الثاني، هو أن تعود قوة الشرعية الدولية
لأننا لازلنا تحت طائلة البند السابع، وحماية المدنيين هو الهدف الذي استصدر قرار مجلس الأمن بشأنه
أيام الثورة ضد قوات القذافي، لذلك لا يمكن لأحد أن يقول
بأن هذا الأمر غير مطروح، أو ليس له واقع على الأرض.
الأمر الثالث والأخير، هو تقسيم البلاد
واقول تقسيم وليس فيدرالية، فوقت الفيدرالية بدأ يضمحل، وبما أن هذه
الدعوة لم يفكر فيها الليبيون بعقلانية، لن يصبر أهل الشرق، على اهمال الحكومة لقوات
الجيش ببرقة، وعدم تزويدها بما يكفي لحماية بنغازي من الاغتيالات، بل أن الناس
فيها صارت على يقين بأن هناك من يغذي أمر الاغتيالات فيها، لكي يقال بأن الشرق غير آمن، وفاتهم
بأن الاغتيالات تقوم بها جهات مجهولة وطرابلس بالمؤتمر والحكومة
تحتلها كتائب تتبع مدن ومناطق واشخاص وقبائل معروفة وهنا الفرق.
لذلك مع الترحيل المستمر للمشاكل من هذه
الشرعية الهشة لن يكون أمام المناطق التي لا حرب أهلية فيها، ولا كتائب ولا مشاكل بين مدنها وقبائلها
وناسها، إلا أن تبحث عن أي أسلوب يجعلها تخدم هذه المناطق، وتسير بها لواقع أفضل، بعد
اليأس من هذه الأحزاب، وهذه الحكومة، وقبلهما هذا المؤتمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكـرا لمشـاركتنا برأيـك