ملخـصـــات كُـتـــب

الرحيل الأعظم: الهجرة الجماعية من أوروبا الشرقية، وتكوين العالَم الحُرّ
تارا زهرا، دار نشر دبليو. دبليو. نورتون (2016)


في سعيهم من أجل «الخبز والحرية»، تدفَّق ما يصل إلى 58 مليون مواطن أوروبي إلى الأمريكتين في الفترة من عام 1846 إلى عام 1940. عاد منهم الملايين، وقد أنهكهم تَدَنِّي الأجور، والعمل الذي بدا وكأنه عقاب؛ ما تَصَدَّر حقبة ازدهار العالَم الجديد. إن هذا السجل التاريخي الخارق للأساطير ـ الذي كتبته المؤرخة تارا زهرا، والذي يجيء في الوقت المناسب تمامًا ـ يبين كيف حاولت الدول الأوروبية منذ وقت مبكر إدارة جماهير شعوبها بطريقة «علمية»؛ لخدمة أهدافها الخاصة، والأهداف العالمية. وقد تراوحت آثار ذلك ما بين «الهولوكوست»، والتحول الذي حدث في مفهوم الحرية، وامتدَّ إلى الحق في البقاء، أو الرحيل.

15 مليون درجة: رحلة إلى مركز الشمس
لوسي جرين، دار نشر فايكنج (2016)


ربما تبعد الأرض 150 مليون كيلومتر فقط عن الشمس، إلا أن العلاقة بينهما ليست بهذا القرب. فبالإضافة إلى الدور المركزي الذي يلعبه هذا النجم في الحياة على الأرض، تحتضن كوكبنا الفقاعة المغناطيسية الخاصة بالغلاف الشمسي. تشرح عالمة الفيزياء الشمسية لوسي جرين في هذا الكتاب التمهيدي الأخّاذ العِلْم الذي يتضمنه الأمر، وتاريخه المرصع بالنجوم، والذي يمتد من أعمال جاليليو ـ المتعلقة بالبقع الشمسية ـ إلى اكتشاف عالِم الفلك سيسيليا بين جابوشكين في عام 1925 أن الهيليوم هو أكثر العناصر وفرةً في الشمس؛ وكذلك اكتشاف عالِم الفيزياء سامي سولانكي في عام 2004 أن النشاط الشمسي المتعاظم على مدى السبعين عامًا الماضية قد يكون مجرد ومضة نادرة الحدوث.

أرِنِي العَظْمَة: إعادة بناء وحوش ما قبل التاريخ في القرن التاسع عشر في بريطانيا وأمريكا
جوان داوسون، مطبعة جامعة شيكاغو (2016)


إن موهبة تخيُّل شكل وَحْش كامل من بقايا حفرية متناثرة ـ التي افتُرض امتلاكها من قِبَل علماء الحفريات القديمة الأوائل ـ أضفت عليهم فتنة أخّاذة، كالسحر.. «أعطِني العَظْمَة؛ وسأُرِيك الحيوان»؛ هكذا كان يقول مؤسِّس هذا المجال، جورج كوفييه. يقوم المؤرخ العلمي جوان داوسون في كتابه بعرض «قانون الارتباط» غير الصحيح ـ بوضوح شديد ـ الذي كان قد طرحه كوفييه في السابق، وتَتَبَّع الفترة ما بعد انقضائه في بريطانيا في الحقبة الفيكتورية، وفي الولايات المتحدة. تسرَّبت الفكرة إلى مجال العلوم؛ ما أزعج عالِم الأحياء تي. إتش. هكسلي، كما أثّر ببراعة ـ وفقًا لقول داوسون ـ على رؤى تشارلز داروين في التباين الطبيعي.


مستقبل ضاحية المدينة: دروس من مسيرة دعم مدينة فينيكس
جرادي جاميدج، دار نشر آيلاند (2016)


في كتابه، يكشف جرادي جاميدج ـ المتخصص في دراسة المناطق الحضرية ـ عن أن السيارة، ومركز التسوق، والمنزل ذا العائلة الواحدة.. كلها أمور أدَّت إلى ظهور «الضواحي»، المنتشرة عشوائيًّا في نطاق جنوب غرب الولايات المتحدة، وهي ترتبط بحركة التطوير المتفشية. وفي دراسته حول قدرة تلك المناطق على التغيير المستمر، يركِّز جاميدج على مدينة فينيكس في ولاية أريزونا؛ بمساحتها الشاسعة، وحركة المرور المزدحمة بها، وهي تنحصر بين الجفاف، ومعدَّل استهلاك للمياه للفرد الواحد، يتجاوز ضعف نظيره في نيويورك. ويرى جاميدج أن اعتماد المدينة التاريخي على المياه السطحية المتجددة، بدلًا من المياه الجوفية، وكذلك إقبالها على وسائل النقل الخفيفة ذات المحتوى المنخفض من الكربون، يشير إلى احتمال كبير لصمودها في المستقبل.


تشغيل مفاجئ: تقرير حول تغيُّر الدماغ، والصحوة العاطفية
جون إلدر روبيسون، دار نشر شبيجل وجراو (2016)


في عام 2007، قام جون إلدر روبيسون بنشر مذكراته في كتاب، تحت عنوان: «انظر إليَّ في عيني»، (كراون). كانت مذكراته تدور حول العيش مع متلازمة «أَسْبِرْجر». في العام التالي، دعاه عالِم الأعصاب المعرفي ألفارو باسكوال ليون؛ للمشاركة في دراسة تتضمن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة «TMS». وهنا، يوثِّق روبيسون «التأثير السحري» الذي أعقب ذلك، بينما أخذت عواطفه وتعاطفه وتصوراته في التعمق والتبلور؛ ما أضفى على عمله وعلاقاته الحميمة لونًا غير متوقع، حتى بعد تلاشِي آثار التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. وفي الكتاب، يتداخل العلم والمشكلات الأخلاقية المصاحِبة لتلك العملية بشكل بارع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك