قصف أمريكي لأحياء سرت                            
عندما نتأمل تقارير بعض المنظمات التي تدعي الإنسانية، نجدها في مجملها تقرير سياسية مخابراتية بامتياز، أخر هذه التقارير المخابراتية المسماة تقارير انسانية ما نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش عن محاصري قنفودة، والذين اسمتهم بالمدنيين وكل أدلتها اتصالات هاتفية، مع مجموعات لم تسمها، ولم تذكر كيف تأكدت بأنهم في منطقة الحصار " قنفودة " غربي بنغازي.
هذه المنظمة التي يطول لسانها حين يتعلق الأمر بالوضع الأمني القومي لنا نحن العرب، ويقصر بل و يخرص حين يتلق الأمر بإسرائيل مثلا، أو حين تقصف طائرات التحالف الغربي مدنيين في العراق وسوريا، وخير شاهد قرابة 50 امرأة وطفل قتلوا بواسطة طائرات امريكا في العراق.
قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها (  أن الجيش في قنفودة يقاتل تشكيلات مسلحة تحت مسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» يضم أعضاء سابقين من «أنصار الشريعة» كما يحارب منتمين لتنظيم «داعش».
ونقلت عن الجيش الذي يحاصر قنفودة شروطه لإجلاء المدنيين: «إنه لن يسمح بإجلاء أي ذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و65، كما لا يسمح للنساء بارتداء النقاب الذي يغطي وجوههن بالكامل، لمنع تسلل الرجال»، الأمر الذي علقت عليه المنظمة وقالت إنه يجب على الجيش الكف عن هذا الإجراء، وعليه منح أي شخص في عهدته كل الحماية المنصوص عليها في القانونين الليبي والدولي. لا ينبغي افتراض الانتماء إلى «داعش» أو غيره من الجماعات المتطرفة استنادًا إلى الجنس أو العمر أو الانتماء القبلي.)
ورغم بداية فقرة التقرير الصادقة، إلا أنها لجأت إلى الخداع واستعمال نفس أسلوب متحدثي هذه الجماعات، وأذرعهم الاعلامية، فالجيش لم يمنع اجلاء الذكور في الأعمار المحددة، بل طلب أن يخرج هؤلاء بعد أن يتأكد الجيش منهم، ومن هويتهم، فهذا أمر مشروع له، خصوصا حين تقاتل ارهابين، لا تدري من هم ومن يدعمه في الاجمال، أيضا نجدها هنا تدافع عن الخمار ولبس الدواعش، بينما لم تحرك ساكنا حين منعت دول أوربية مجرد لبس الحجاب، كما أن مسألة الانتماء القبلي التي وردت في التقرير تثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه المنظمة تعمل بتقارير مخابراتية، تستند لما تقوله هذه التنظيمات، فالمعروف أن هذه الجماعات لا تستند لعمل قبلي ، بل هي جماعات مختلطة تنتمي لعدة قبائل ومدن، غير أن المتابع لمن يدعمون هذه الجماعات في مصراته وطرابلس هم من يوحون بهذه الحجة، حجة قتال المواطنيين من اصول غرب ليبيا في بنغازي.
           ضحايا القصف الأمريكي من الأطفال في سرت  
وحسب تقرير المنظمة فإن الباحثة الأولى بالمنظمة في شؤون ليبيا قالت حنان صلاح: "على الجيش السماح لأي مدني يريد ترك منطقة المعركة بالمغادرة، أيًّا كان عمره أو جنسه. وجود مقاتلين قرب المدنيين لا يمنح الجيش الحق في محاصرتهم في منطقة قتال ليواجهوا الجوع".
وأضافت صلاح: "رغم المخاوف الأمنية المشروعة للجيش، لا يوجد عذر لسياسة معاملة جميع الرجال وحتى الأطفال كمقاتلين، بمنعهم من الهروب من منطقة الحرب المحاصرة. إذ يحاول الجيش الوطني الليبي إجبار الأمهات على ترك أبناء بعمر 15 عامًا لتبقين على قيد الحياة".
وهنا يجب أن نعرف متى زارت هذه الحنان مواقع القتال، وكيف عرفت بأن الجيش يريد اجبار الأمهات على ترك أبنائهم، أيضا مسألة الأطفال وأعمارهم، هذه المنظمة ودوائر الاستخبارات التي تتبعها يعرفون جيدا، أن داعش يجند حتى الأطفال في أعمار تتراوح ما بين الثامنة والخامسة عشر، وسبق أن نشر العديد من المقاطع والصور لهم ليس وخم يحملون السلاح بل وهم يقطعون الرؤوس.
ولكي تخلط المنظمة الأوراق، وفي دلالة واضحة، على انها أداة استخبارات، وتتبع دوائر سياسية هدفها، خلق المزيد من الفوضى، نجد هذه الجزئية في تقريرها الغامض "الجماعات الإسلامية المنضوية تحت (مجلس شورى ثوار بنغازي) قصفت مناطق مجاورة لبنغازي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين وتدمير الممتلكات، كما أنها تعتقل تعسفيًّا نحو 100 من مؤيدي القذافي الذين قُـبض عليهم خلال ثورة 2011، واُحتُجِزوا في سجن بوهديمة العسكري ببنغازي، إلى أن سيطر عليه مسلحون في أكتوبر 2014".
فإذا كانت هذه المنظمة تعرف كل هذا، فهل يعقل أن نصدق بأنها لا تعرف من هم المحاصرين، ولمن ينتمون، أنهم في الأغلب عائلات، ومناصري هؤلاء الارهابين، سواء من الليبيين أو غيرهم، وما هذه الدعوة من هذه المنظمة وغيرها، سوى سبيل لمحاولة عرقلة عمل الجيش، وربما محاولة لإيهام العالم بأن هناك جرائم حرب، بينما هناك عائلات وأطفال قتلوا في سرت بليبيا جراء القصف الأمريكي، وسبقهم اطفال في أفغانستان، والعراق ، وسريا، غير أن من تقتلهم أمريكا وأوربا لا بواكي لهم.
            واقع مدينة سرت جراء القصف الأمريكي