22‏/10‏/2016

فشل السراج وضياع الوفاق ومآرب الغرب في ليبيا


يدرك الليبيون الآن بأن السراج ليس إلا أداة طيعة جيء بها لتنفيذ أجندات دولية، تتمحور حول المزيد من الفوضى في ليبيا، وهذه الفوضى هي الهدف الاساسي الذي تريده دول الغرب عموما.
فالحكم على السراج بالفشل أمر غير منطقي، لأنه جاء أصلا لتنفيذ مهمة محددة سواء بعلمه أو بجهله، هذه المهمة هي اعادة انتاج نظام في ليبيا ليست له من مهام سوى أن يظل يستمع، وينفذ ما يصله، لا أن يفكر ويبتكر ويناقش العالم من حولة حول أوضاع ليبيا.
حتى الآن لم نقرأ أو نستمع لأي تصريح أو كلمة للسراج تتعارض مع ما يقوله كوبلر" عراب مصالح الغرب" أو وزراء الاتحاد الأوربي، أو امريكا.
أما في داخل ليبيا فهو لا يتعامل سوى مع عدد محدود من الأشخاص يتكونون من قادة مليشيات ذات صبغة اسلامية، ويستمع ويجتمع ببعض الليبيين الذين تربوا في كواليس المطبخ السياسي الغربي، وتتلمذوا على ايادي مخابراته المختلفة، وهؤلاء أبناء مخلصون لهذه الأدوات التي أنجبتهم.
ويظل وجود عراب مصالح الغرب ومخابراته في ليبيا والموصوف بانه مبعوث أممي إلى ليبيا " كوبلر " كنقطة تتمحور حولها كل الخلافات، وتتصاعد الأزمة بوجوده، فهو لا يقدم حلا يرضى كل الأطراف، بل أنه في كل اجتماع يحاول ارضاء من يقابله من الليبيين، ثم يسافر ليقابل مجموعة أخرى من الليبيين ويتعهد لهم بنفس الأمور والاشياء التي حاولها مع سابقيهم، وهكذا..!.
في الأيام الأخيرة اطلق كوبلر " مخدرا" يريد من خلاله كسب ود الجانب الأقوى في ليبيا الآن، وهو جانب القيادة العامة للجيش، والذي صار مؤيديه في ليبيا هم الجانب الأقوى، خصوصا بعد وضع الحقول والموانيء النفطية تحت حماية الجيش، وتديره السلطات الحكومية المختصة، وأيضا توغل قوات الجيش في مناطق الجنوب، وتحشيد قوات كبيرة على تخوم طرابلس، خصوصا في الجنوب الغربي من العاصمة.
مع ذلك لا يوجد اتفاق كبير بين بعض القيادات السياسية والاجتماعية الداعمة للجيش، وللمشير حفتر تجاه ما قاله كوبلر عن إيجاد دور للجنرال على رأس جيش موحّد في المرحلة المقبلة.
وقد يكون هناك من يرى أنه موقف إيجابي من كوبلر وهناك من يرى أنه "تدخل سافر من كوبلر في سلسلة تدخلاته في الشأن الليبي"، وخطوة لإرباك المشهد.
وكدلالة على أن اغلب أعضاء مجلس السراج لا يريدون وفاقا، بل يريدون حكما مركزيا مقيتا لهم ولجهويتهم، ومن يؤيدهم خصوصا معيتيق وكجمان والعماري، حين رفض هؤلاء طرح كوبلر بطريقة غير مباشرة، وذلك عن طريق اجتماعهم مع بقايا ضباط الجيش في طرابلس والذين لا يسيطرون حتى على البدل العسكرية التي يرتدونها، لكن كان الهدف منه هو تنفيذ اتفاق خفي يقول بوجود أكثر من جيش في ليبيا، وهذه نقطة طالما عزف على وترها عراب سياسة الغرب في ليبيا كوبلر.
 وكدلالة على عبث الغرب في ليبيا، خصوصا في العاصمة طرابلس، تركهم للسراج تائهة في العاصمة، دون حسم المواضيع الحساسة مثل المليشيات، وقادة الارهاب في طرابلس، وايضا عدم سيطرته على مقار الدولة منذ البداية.
المعروف لكل الليبيين، وبلا شك لا يخفى على الغرب أن الغويل رئيس حكومة الانقاذ الموازية كان يلتقي دبلوماسيين أجانب في العاصمة باعتباره رئيس حكومة على الرغم من أن الغرب هو من وضع السراج في هذا المنصب ويدعمه.  
لذلك فإن عمق المشكلة الليبية تتمحور حول تدخل الغرب بحجة الوفاق، وترك ارادة الشعب الليبي، وما أنتجه بأدوات الديمقراطية والصناديق، لا لشيء سوى ان تظل ليبيا في هذا الحراك المضطرب، والذي لن يتركه هؤلاء يهدأ بأي شكل، ولن يهدأ بالطبع سوى بدخول القوة الشرعية الوحيدة للعاصمة وتأمينها، ووضع حكومة يتفق عليها الليبيون، بشرط أن لا يكون من بين هؤلاء الليبيين، جماعة الإخوان والمقاتلة وقادة المليشيات، ومجالس الشورى الارهابية.
22-10-2016


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك