8‏/2‏/2017

حلم جميل يتلاشى من ذاكرة الليبيين



مع اقتراب ذكرى السابع عشر من فبراير في ليبيا، هذا اليوم الذي انتفض فيه الشعب الليبي بشكل لم يكن يتوقعه أغلب الشعب الليبي نفسه، فبعد 42 سنة تميزت بالقبضة الحديدة، والأسلوب المخابراتي المستقي ثقافته من كل ألوان الحكم الدكتاتورية، بحيث خرجت أجيال من الشعب الليبي مقموعة وخانعة بعد أن فقدت الأمل في التغيير.

وهذا الخنوع لم يأت مباشرة او نظرا لطبيعة الشعب الليبي، لكن يعود لسيطرة نظام القذافي بكل وسيلة ممكنة، ترغيب وترهيب، وايضا بعد أن اضعف مؤسسة الجيش، حيث أعدم العشرات وسجن المئات، وهجر العديد منهم في كافة أنحاء العالم.

تأتي ذكرى الانتفاضة عليه واسقاط حكمه، وسط سقوط تام لشكل الدولة، والتي كانت هشة منذ أكثر من أربعين سنة، ولا تملك مؤسسات أو حتى شبه مؤسسات، بل كان نظام القذافي يضع خيوط اللعبة في أصابعه فقط والمتكونة من عدة شخصيات تفهم جيدا توجهات ورغبات الزعيم، لذلك بمجرد أن سقطت هذه الشخوص سقطت كل الأدوات الشبيهة بالدولة.

اليوم من خرج حقيقة ضد نظام القذافي لإيجاد دولة حقيقية، صار لا يعنيه من امر هذا الحدث شيئا، ولا يهمه أن يحتفل هو او غيره بهذه المناسبة، لأن من ثار حقيقة على نظام القذافي صار اليوم همه الثورة على كل الأفاقين من بعده، سواء ارهابيين، أو عملاء للغرب، أو سراق مال، وناهبي ثروات.

في فبراير اتفق الليبيون على شيء واحد وهو اسقاط نظام القذافي، بعد ذلك لم يتفقوا على شيء، وتعود اسباب الخلاف لعدة اشخاص وجماعات مثل الاخوان وجماعة المقاتلة، الذين تغلغلوا في مفاصل الدولة، وجيروا كل شيء لصالحهم سواء مال أو قوة.

بعد سنوات الصراع والقتل تظهر بارقة امل لاتفاق الليبيين مجددا على شيء جديد وهو الجيش الليبي، وقائده الفيلد مارشال خليفة حفتر، كأمل أخير لانقاذ ليبيا من هذه الحالة الهلامية، التي تسعى فيها جماعات الاسلام السياسي الارهابية للسيطرة على البلاد، وكذلك تسعى بعض الدول الأوربية جاهدة لإيجاد حكومة على مقاسها، تكون مجرد سكرتارية لها في ليبيا، تنتظر تعليماتها، لكي توقع لها على ما تأمرها به هذه الدول.

هناك تعليق واحد:

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك