26‏/10‏/2016

تغير موقف السعودية من ليبيا لن يغير الواقع


منذ شهور بدأت السياسة السعودية تجاه ليبيا تميل ناحية تأييد الوفاق الذي لا يريده في ليبيا سوى قلة من شعبها، تتمثل هذه القلة في جماعة الإخوان، وبعض منتسبي القاعدة السابقين ( المقاتلة الليبية ) ، وثلة ممن يحسبون انفسهم معارضين سابقين للقذافي، قضوا اغلب حياتهم في أوربا وأمريكا، وتتلمذوا على أيادي المخابرات الغربية، ولا يتحدثون أو يتصرفون سوى بما تمليه عليهم هذه القنوات السياسية والمخابراتية التي يتبعونها.
موقف السعودية في بداية الأزمة الليبية منذ سنتين كان مرضيا لغالبية الليبيين، فهي وقفت مع الشرعية في ليبيا المتمثلة في البرلمان وحكومته، وكذلك دعمت بشكل لافت حرب الجيش ضد داعش في بنغازي.
لكن يبدو أن تورطها في اليمن، وخشيتها من تنفذ الشيعة الايرانية في المنطقة، وقربها السياسي من امريكا، فرض عليها رؤية جديدة تجاه القضية الليبية، وبدأت تنحو نحو تأييد ما يسمى ( بالوفاق) وتنظر للسراج كجزء مهم في الحالة الليبية، في تطور يتماهى مع سياسة أمريكا، وهذه السياسة الأمريكية تعتمد شيئا واحدا منذ عدة عقود، وهي زيادة تأزيم أي أزمة في أي بلد عربي أو اسلامي، وتشبيك القضايا، والدفع بحالة الشقاق لأبعد ما تستطيع.
أمريكا استعملت قطر كصبي سياسة يعمل لأجندتها بكل اجتهاد، ويبدو أنها بدأت تمل من الطاعة العمياء لهذا الصبي، والذي على ما يبدو فضحت تصرفاته، ما كانت تريد أمريكا أن يبقى سرا، أو أن حساباتها في نجاح سياستها كانت مخطئة بهذا الاختيار القطري.
ظهرت تصريحات من عدة شخصيات منتمية لتيار الإخوان، والتي كانت منذ أيام قليلة، تعتبر السعودية عدوهم الأول، ففي هذا الصدد صرح القيادي في جماعة الإخوان الليبية  محمد الحريزي بأن (تأثير السعودية الكبير على كافة دول الخليج العربية مشيراً إلى أن تغير موقفها لصالح الاتفاق سيخفف من دعم بعض الدول و خاصة مصر للطرف الرافض لأي اتفاق سياسي و خاصة الذي يمثله "حفتر" وبعض أعضاء مجلس النواب وسيسهم في تغيير المشهد على أمل نجاح المبادرة السعودية التي ستطرح خلال الايام المقبلة  في إنجاح الاتفاق وتحقيق ما أخفقت فيه تونس ومن قبلها الجزائر في مبادرتيهما  ذات الإطار بحسب قوله).
ربما ستلعب السعودية دورا ما من أجل انجاح المشروع الأوربي في ليبيا، خصوصا إذا طلبت أمريكا منها ذلك، ولكن يظل نجاحه مرهون بإقناع كل الأطراف، والتي تتنوع في المشهد الليبي، ولن يكون النجاح حليفها فقط لأنها سترضى الإخوان والغرب.

أيضا لن تكون مصر تابعة لحد سواء للسعودية أو حتى لأمريكا، لأن السياسة المصرية مبنية على دور قوي وفاعل لمصر، كما أن ليبيا تشكل هاجسا لمصر، إذا ما نجح الإخوان في العودة من باب الدعم الغربي، لأن الشعب الليبي رفضهم بكل الطرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك