12‏/11‏/2016

اعلام الاخوان وفوبيا ترامب


بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو ما أعتبره الرأي السياسي الدولي مفاجأة، غير أنه ببعض التفكير بعمق في طبيعة المواطن الأمريكي، فالأمر لم يكن مستبعدا، خصوصا أن ترامب اعتمد لغة الشارع، وفكر كمواطن أمريكي، هذا المواطن ورغم الهالة والبهرجة التي تحيط به وبوطنه، من أدوات الديمقراطية وحقوق الانسان، ودعم المضطهدين، إلا أنه نفس المواطن الذي تسكنه، حمى السيطرة على العالم، وهوس الحرب منذ ابادة الهنود الحمر، ومرورا بالحرب الانجليزية الأمريكية، وايضا الحرب الأهلية، ثم حروب فيتنام وكوريا والتدخل في افغانستان، والعراق ، وسوريا وليبيا، وكلها تدخلات بشكلها الظاهر دعما للديمقراطية، أو محاربة الارهاب، غير أنها في صميمها تحقيقا لهوس وجوع الأمريكي لفرض هيمنته وسيطرته على البشر.
لذلك نجح ترامب فهو يمثل قاعدة حقيقية في العقل الأمريكي، لكنه فكر بصوت مرتفع وبدون رتوش كان يحاول الأمريكان بشكل أو اخر تغطيتها بقناع الديمقراطية، والانسانية الخ، غير أن الشيء الوحيد الذي يُمكن للعرب خصوصا دول فوضى ما بعد 2011 هو رفع الادارة الأمريكية يدها عن دعم حركة الاخوان المسلمين، والتي صارت مع ادارة أوباما وسياسة الخارجية بقيادة هيلاري كلينتون أداة يسعى من خلالها عرابي هذه السياسة لبسط سطرتهم بحكم ظاهره اسلامي وباطنته عمالة أمريكية.
ولذلك نجد الساحة الاعلامية التابعة لبعض الدول الداعمة للإخوان لا تنفك من اظهار ما يُمكن ان يشوش على الأقل على المتلقي العربي بعد تغيير الإدارة الأمريكية، والتي بلا شك ستكون ثابتة فيما يتعلق بإسرائيل وبعض الخطوط الأخرى، غير أنها ستظل كما هي فيما يختص بالتعامل مع بقية العالم، ومنهم جماعة الاخوان، فنجد الجزيرة القطرية تحاول ايجاد كل مبرر لكي تقول بأن أمريكا مقدمة على شيء ما خطير، سواء بتصوير بعض المظاهرات وكأنها تحدث في دولة شرق أوسطية، تسيطر عليها عائلة مالكة أو أميرية أو رئيس لا يتنحى إلا بالموت، ودخلت على نفس الخط وكالة الأناضول صوت أردوغان الاعلامي، ونجد في أحد تقاريرها التي كتبها مراسل عربي ينتمي بلا شك لجماعة الاخوان، أو مجند من طرفهم، وركز في تقريره على جزء من مطالب مجموعة صغيرة عبر الانترنت أطلقت على نفسها "نعم كاليفورنيا" تطالب بإقامة دولة كاليفورنيا المستقلة والانفصال السلمي عن الولايات المتحدة الأمريكية عبر استفتاء يقام في خريف 2019، بالتزامن مع مظاهرات في أجزاء مختلفة من البلاد؛ احتجاجا على فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
ويحاول التقرير أن يصور هذا العبث المعتاد من الشباب الأمريكي بأنه حركة قوية، ستشوش على انتصار ترامب في الانتخابات، لكي يجتاح المواطن العربي شعور باللامبالاة من تغير سياسة أمريكا نحو الإخوان، وبالتالي ستتغير طريقة تعاملهم مع كل أدواتهم الارهابية، التي خرجت عنهم مثل القاعدة وداعش وأنصار الشريعة الخ.
ومع هذا تجاهلت أدوات الاخوان الاعلامية، سواء من الجماعة ذاتها، أو من الدول الداعمة لهان بإنه لو صح هذا الأمر، وصارت دعوات الانفصال حقيقة وواقعا قويا، سيكون هذا أفضل للعرب والمسلمين وسيكف اذى أمريكا وتدخلها في سياسات الدول العربية، وستكون أمريكا في السنوات القادمة محل صراع داخلي ليحتاج لسنوات كي تصحو منه أمريكا، وستظهر دول أخرى أكثر تأثيرا، خصوصا روسيا التي بدات نهضة سياسية وعسكرية مؤثرة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك