مع مرور الأيام تَبرز بشكل أوضح الدور
الموكل لقطر في العالم العربي والذي يتمحور حول تدمير الدول وليس الأنظمة، كما
تبادر إلى ذهن العامة في الدول العربية وخاصة الدول التي اشتعلت فيها فوضى الربيع
العربي.
لقد استغلت الأطماع الغربية فرصة تضمر
الشعوب العربية من انظمة حكمها الشمولية والديكتاتورية، وقفزت بأجهزتها
الاستخباراتية وعملائها من ابناء هذه الدول ممن اكتسبوا صفة المعارضين وعاشوا
سنوات في ربوع الغرب، تعلمهم وتجهزهم أدواتها الاعلامية والمخابراتية لهذا الدور
ويتكون هؤلاء من عدة فصائل أهمها الجماعة الضالة أو ما يثطلق عليها جماعة الاخوان،
كما أن هناك بعض الدول القزمية في المنطقة التي لا تاريخ لها، ولا قدرة لديها على
التاثير في الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية، فاختارت العمالة، ورضيت أن تكون
ذنب لسياسات الغرب في المنطقة، وتأتي في مقدمتهم دولة قطر التي لايمكن بأي حال أن
تثير انتباه أي شخص في العالم لصغر ماحتها، وامكانياتها البشرية، وقدرة حكامها
السياسية.
هذه الجزيرة تحولت لناطق رسمي لأمريكا
وتنفيذ سياستها حرفيا، وسلطت قناتها الجزيرة للنيل والتأثير في الدول ذات التاريخ أو
التاثير في المنطقة بل والعالم أجمع، وتأتي في مقدمة الدول التي تقصدتها السياسة
الغربية بواسطة أذنابهم من الأخوان وقطر دولة مصر وجيشها وقياداتها.
أخر أدوات قطر والاخوان، وعبر قناتهم
الجزيرة انتاج فيلم تسجيلي بعنوان "العساكر.. وحكايات التجنيد الإجباري في
مصر" هذا الفيلم وحسب صحيفة الوفد المصرية أدى إلى حدوث "انتفاضة شعبية
وسياسية وإعلامية داخل الشارع المصري، الذى استنكر بشدة تعمد أمير قطر الإساءة
لمصر وشعبها، وتنفيذ أجندات خارجية تهدف للنيل من الدولة المصرية".
وعرضت "الجزيرة" مشاهد من
الفيلم التسجيلي والذي من المقرر أن يعرض كاملاً في وقت لاحق، وتضمن اساءة بالغة
للجنود، ومشاهد عن قسوة التدريبات.
هذه القطات أثارت ردود أفعال غاضبة على
مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيس بوك" ضد قطر واميرها والعاملين
بقناة الجزيرة.
أقوى ردود الأفعال جاءت عبر مقدمي
برامج "التوك شو" عبر القنوات المصرية ووصف هؤلاء المقدمين الفيلم بأنه
عمل مخابراتي تقف وراءه جهات أجنبية لتشويه صورة الجيش المصري، وبدأ محامو بالنقض
ببلاغ عاجل ضد المخرج المنتمي لجماعة الاخوان "عماد الدين السيد"، وكذلك
"أحمد بن جاسم بن محمد آل عبد الرحمن الثاني" مدير عام شبكة الجزيرة
القطرية، بالإضافة إلى "حمد بن سمر بن محمد الـ"الثاني" رئيس شبكة
الجزيرة الإعلامية.
وأشار نشطاء التواصل الاجتماعي، إلى أن
قطر تخطت كل الخطوط الحمراء، ويجب محاسبتها بالطرق الدبلوماسية والسياسية
والإعلامية، عقاباً لها على سعيها الدائم لتنفيذ مخططات الغرب ضد العرب ،مؤكدين أن
"قطر" لا تعرف أساساً معنى العسكرية، ولا تدرك قيمة الموت دفاعا عن
الأرض والوطن.
ورد الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، بنشر
فيلما وثائقيا بعنوان "يوم في حياة مقاتل" يوضح حجم العمل داخل القوات
المسلحة، وكيفية قضاء المجندين لحياتهم على مدار اليوم ،تحدث خلاله الجنود
المصريون حول القيم والصفات التي يكتسبها المجند داخل الوحدات، وكيفية الترابط بين
الجنود والقادة، وطبيعة العمل والتضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة في حماية
الوطن.
ويبرز الفيلم ،الذى انتجته إدارة
الشئون المعنوية للقوات المسلحة، مشاعر الفخر والكرامة التي يحملها الجنود بالجيش المصري.
رد القوات المسلحة المصرية جاء عبر
اللواء نصر سالم، مدير جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، الذي قال في
معرض رده على هذا الفيلم "أن قطر تهدف إلى "ضرب النسيج الوطني"
المصري بهذا الفيلم، نافيا، بحسب ما نقلته عنه صحيفة الدستور المصرية، وجود أي
معاملة سيئة للمجندين في الجيش المصري".
كما نقلت الصحيفة عن الخبير العسكري
اللواء محمد الشهاوي اتهامه للجزيرة بأنها تحاول "التأثير على الروح المعنوية
لجنود القوات المسلحة وفقا لحروب الجيل الرابع".
كما رد بعض الأكاديميين والسياسيين
والاعلاميين المصريين فقد طالبت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، ليلى عبد المجيد،
السلطات المصرية برفع دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد دولة قطر، بتهمة
تشويه الجيش المصري والدولة المصرية، وفق قولها لصحيفة اليوم السابع.
وحسب "الوفد" قال الدكتور محمد فؤاد
عضو مجلس النواب المتحدث باسم حزب الوفد ان قطر لها أجندة واضحة وهى تواصل تنفيذها
ضد مصر وسوف تستمر في اتخاذ نفس النهج لأنها اعتادت على التشوية وبث الشائعات
المغرضة ضد الدولة المصرية.
وأعتبر فؤاد ،أن الرد الرسمي على قطر
يضيف لها أهمية ومصر لن تنزل الى مستوى مقاضاتها، والرد يجب أن يكون اعلامياً
ولدينا منابر اعلامية كثيرة ويجب مقارعة الحجة بالحجة، على حسب قوله.
وأضاف المتحدث باسم حزب الوفد، يجب أن
يكون لدينا محتوى خبرى قوى يعبر عن المصريين ويدافع عن قضايا الدولة المصرية
خارجياً ويتصدى لمحاولات النيل من مصر.
من جهته أوضح الكاتب الصحفي عبدالحليم
قنديل في تصريح له إن فيلم قناة الجزيرة عن الجيش المصري عمل مخابراتي مكشوف،
واصفًا إعلام الجزيرة بـالمهنة المنحرفة.
وأضاف قنديل، في تصريحات صحفية، أن
قناة الجزيرة تحاول أن تظهر تجنيد الشباب المصري في الجيش المصري يتم بنظام السخرة
كما وجه الكاتب الصحفي مصطفى بكري،
رسالة إلى وزير الخارجية ، سامح شكري قائلا: «إذا لم تكن وزير خارجية قوي فلترحل»،
مشيرا إلى أن مصر لا تخضع لأي ضغوط من أي دولة، وقرارها مستقل.
وأضاف بكرى، أن الشعب القطري يدرك
أهمية مصر للعالم العربي، ويضعون صور جمال عبد الناصر في منازلهم، والشعب القطري
يختلف عن حكامه وعن الخونة في قناة الجزيرة، مطالباً بأن يتقدم وزير الخارجية باستقالته ولا يجب
الصمت على إهانة الجيش المصري على شاشات قناة الجزيرة القطرية.
وقال بكري، إن قناة الجزيرة تستهدف
تشويه الجيش المصري بما تقدمه من أفلام تسجيلية مفبركة عن القوات المسلحة وتلك
الأفلام المسيئة تنتج بتعليمات من الأمير تميم بن حمد الكاره لمصر وجيشها، مشيرا
إلى أن كل من يعمل في قناة الجزيرة هو خائن وعميل ويغمس يده في الدماء.
ووجه عضو مجلس النواب، رسالة للعاملين
في قناة الجزيرة : «كيف يسمح ضميركم في سب بلدكم وجيشكم؟ كيف ستواجهون أولادكم بعد
هذه المؤامرات؟».
أما المحامي بالنقض والإدارية العليا
محمود فاضل، فأكد إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام، ضد الإخواني عماد الدين السيد،
وأحمد بن جاسم بن محمد آل عبد الرحمن الثاني، ومدير عام شبكة قناة الجزيرة
القطرية، حمد بن سمر بن محمد الثاني، رئيس شبكة الجزيرة الإعلامية، بسبب إعداد
فيلم مسيء للجيش المصري.
وشدد فاضل، على أن ليس له علاقة
بالسياسة والعمل السياسي، ولكنه مواطن مصري يخاف على وطنه ويدافع عن جيشه، ولذلك
لن يتراجع عن تقديم البلاغ ضد الثلاثة المسئولين عن إنتاج الفيلم المسيء للجيش.
يذكر أن قناة الجزيرة عرضت خلال فيلم عدة صور ولقطات لجنود يتعرضون
لوحشية وقسوة في التدريب ،ويذكر أن مخرج الفيلم هو نفسه من قام بإخراج الفيلم
السابق "المندس" والذي يتناول فيه ما يشير إلى أن الشرطة المصرية تقوم
بتأجير البلطجية للتعدي على المتظاهرين، حسب رؤيته في الفيلم التسجيلي.




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكـرا لمشـاركتنا برأيـك