28‏/11‏/2016

بوتين – ترامب – فيون ثلاثي يحاصر الاسلام السياسي

انعكاسات سنوات الفوضى التي أعقبت ثورات الربيع العربي، ألقت بظلالها حتى على الدول المتهمة بأنها سببا في هذه الفوضى، وافرزت عدة علامات تدل على ان العالم بمجمله مُقدم على حالة سياسية جديدة، وعدة شخصيات تتبوأ سدة الحكم في أهم دول العالم.
الظاهرة الجديدة في العالم تتمحور حول التوجه اليمني للشخصيات التي تتولى زمام الحكم في عدة دول، وبلا شك فوز ترامب أعطى مؤشر لتنامي اليمين في أقوى دول العالم حاليًّا، كما أن فوز تحقيق "فرانسوا فيون" تقدم في الانتخابات التمهيدية.
مجلة "ذي أتلانتيك" نشرت تقريرا تحدث عن "فيون" ووصف ما حققه فيون بالمفاجأة بعدما الانتصار في الانتخابات التمهيدية بفارق 15 نقطة عن كل من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق أيضًا آلان جوبيه، ليصبح بذلك مرشح يمين الوسط في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تصف الصحافة الفرنسية على فيون لقب "السيد مجهول"، وذلك بسبب ضعف التغطية الإعلامية التي يحظى بها الرجل بالمقارنة مع ساركوزي وجوبيه.
غير أن فيون سياسي مخضرم، فحسب التقرير. فقد انخرط في مجال السياسة في فرنسا منذ 30 عامًا، تولى فيها وزارة العمل في 2002، ووزارة التعليم في 2004، وأهم مناصبه كان رئاسة الوزراء في 2007 في عهد ساركوزي.
الدكتور ديفيد ليز من جامعة وارويك في بريطانيا، يقول عن السيد المجهول "إن فيون يعمل في صمت ولهذا تفاجأ الفرنسيون بانتصاره".

ويضيف ليز: "اعتقد الناس أن آلان جوبيه هو منقذ اليمين الفرنسي. واعتقد آخرون أن ساركوزي هو المنقذ. لذا فقد سلطت الأضواء على الرجلين ولم ينتبه أحد فيون إلا في 2014".
يمكن اعتبار فيون سياسيًا محافظًا للغاية. ويشبه في فرنسا بمارجريت تاتشر، بسبب تعهده بإحداث تغييرات اقتصادية جذرية، منها إنهاء نظام العمل لمدة 35 ساعة في الأسبوع، والاتجاه نحو الخصخصة، وتخفيض عدد وظائف القطاع العام بحوالي نصف مليون وظيفة، وخفض الإنفاق العام بمقدار 116 مليار دولار.
وبخصوص المستوى الدولي، يثير التقرير نقطة مهمة جدا، وهي سعى فيون إلى التقارب مع روسيا، التي يرى أن الغرب تعامل معها بشكل خاطئ تمامًا في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي. ولا يمانع في التعاون مع بشار الأسد للقضاء على تنظيم الدولة. وبهذه المواقف، من المتوقع أن يكون صديقًا مقربًا من ترامب، الذي يحمل نفس وجهات النظر.
من الناحية الاجتماعية، أعلن فيون صراحة معارضته زواج الشواذ، لكنه قال إنه لن يلغي القوانين التي تسمح بذلك. وأعرب عن دعمه لحظر ممارسة الشعائر الدينية في الأماكن العامة، ويحمل نفس موقف ترامب من الإخوان قال إن " التشدد الإسلامي يمثل مشكلة". وندد بنشر فكرة تجريم الاستعمار الفرنسي واعتبره "تبادلاً ثقافيًا".
ويوضح الدكتور ليز بقوله "إن تصويت حوالي 44% من الناخبين له يشي بالكثير حول حظوظه. ويؤكد أن الكثير من الفرنسيين يرون فيلون سيحافظ على التوافق السياسي في البلاد".

تظهر النتائج أن الكثيرين من الناخبين أدلوا بأصواتهم لمنع فوز ساركوزي، اعتقادًا منهم أن فيون هو القادر على هزيمة لوبان، زعيم أقصى اليمين، الذي يتبنى سياسات معادية للمهاجرين. ويقول بعض الناخبين إنهم يسعون لتكرار ما فعلوه مع جان ماري لوبان (والد لوبان) عندما قاموا بالتصويت لجاك شيراك في الانتخابات الرئاسية في عام 2002.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك