3‏/11‏/2016

السراج بتوصيات من لندن يضع الجميع في سلة واحدة


من خلال حوار رئيس المجلس الرئاسي المهجن من عدة اقتراحات دولية ومخابراتية، ووضع في بوتقة ما سُمي " الاتفاق" ، ففي حواره مع ليبيا هيرالد وهو موقع يبث الأخبار والتقارير واللقاءات باللغة الأجنبية، وللحقيقة اجهل تبعيته وتوجه القائمين عليه، لذلك سأحاول القاء الضوء على كلام السراج، لأننا نعرف حقيقته ومن جاء به لمسرح السياسة الليبية.
يبدأ السراج بوضع شخصيات وطنية كعقيلة رئيس مجلس النواب، والقائد العام للجيش الليبي المسير خليفة حفتر، مع مسئول مقال وهو محافظ البنك المركزي الصديق عبدالكبير، وشخصية تنتمي لجماعة الاخوان وتؤيد الارهاب في ليبيا المفتي المعزول الصادق الغرياني.
الشيء المثير هو ان السراج تناسى بأن الشخصيتين التي يتفق الليبيون على فسادهما وهما الكبير والغرياني، من أطاح بهما هو رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وأيضا من يحارب مليشيات الغرياني هو القائد العام خليفة حفتر. فكيف يصح أن انسان عزل انسان يتفق معه في التوجه، أو يحارب شخصا يماثله في التصرف.
في حواره مع موقع ليبيا هيرالد (Libya Herald) نشر الأربعاء (يقول السراج بأن فساد المشير خليفة حفتر يتم عبر انخراطه بالتصعيد العسكري ويتم "فساد" المستشار عقيلة صالح عبر مناوراته السياسية، وتسببه بانسداد الأفق السياسي ويمارس الصديق الكبير "الفساد" من خلال إعاقته تحقيق أي تقدم في القضايا المالية والاقتصادية بالبلاد فيما يمارس الغرياني فساده عبر إصدار الفتاوى المتطرفة).
ومن هنا يظهر عدم فهم السراج لما يحدث في ليبيا فحفتر يدرك كل الليبيون بانه يحارب جماعات ارهابية، وهذه الجماعات يعترف الغرياني بها، ويدعمها بما يستطيع من طرابلس بالقرب من السراج، وأيضا من مصراته عبر جماعات الإخوان وما شابههم.

أما كلامه عن عقيلة فهذا يدل على ان السراج لا يعرف واقع البرلمان الذي لايزال نائب به، حيث أن عقيلة لا يستطيع أن يغير شيء إلا بموافقة النواب وبحصول أغلبية دستورية داخل البرلمان.
ويأتي غباء  السراج السياسي حين يقول بأنه "يعمل مع هؤلاء الأربعة من دون أدوات تنفيذية فيما يملكون أدواتهم التنفيذية المتمثلة بالمال ووسائل الإعلام والسلطة الدينية".
هنا يقع في شيء لا يمكن ان يقع به أي شخص يدرك ما يحدث في ليبيا ولو بنسبة 30% فمجلس النواب يعاني ايضا من عدم تعاون الصديق عبدالكبير المحافظ الذي اقاله البرلمان، ولم يعترف الأوربيون والغرب بالتغيير، أما حفتر فجيشه يعتمد على الدعم الشعبي وبعض الدول الصديقة، ولم ترصد له أي ميزانية خاصة، أما السلطة الدينية فحتى الأحمق يدرك بأن الغرياني اشد كرها للشرعية من السراج ذاته.
وتأتي الكارثة التي يمثلها تفكير هذا السراج حين يعرب عن أسفه لخذلان الناس له، وعدم تحقيق المجلس الرئاسي لتوقعاتهم الكبيرة بتحسن الأوضاع لغياب الموارد المالية اللازمة لتحقيق ذلك.
ويظهر أن لقاء لندن قد لُقن فيه السراج بعض مما قاله ، وهذا نجده في اتهامه لرئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله "بالتسويف والمماطلة ومنح سبق فضل للجيش بشأن إعادة استئناف تصدير النفط من منطقة الهلال النفطي بعد مراوغته بتنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه الرئاسي مع الجضران قبل دخول قوات الجيش الليبي وعدم رفع حالة القوة القاهرة واستئناف التصدير بحجة الخوف على سلامة ناقلات النفط ليمنح بذلك سبق الفضل للجيش.
وهنا وقع السراج في شر أقواله وأثبت بأنه يتعاون مع المليشيات والخارجين عن القانون، كما يثبت بصحة المعلومات التي تقول بأنه زود الجضران بالأموال، ووعده بدور كبير في ادارة النفط الليبي، وطبعا هذه الأمور كما قلنا بتوصيات من عرابي الوفاق المزعوم في أوربا لكي يستمر تدفق النفط الليبي بأرخص الأثمان، حين تكون السلطة في يد شخص ضعيف كالسراج، والنفط يديره مجرم سابق كالجضران.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك