28‏/12‏/2016

رئيس مجلس الدولة الليبية المقترح يزور سيرته الذاتية



  عُــرف عن نظام حكم القذافي في ليبيا احكام قبضته القوية على كل مفاصل الدولة، وشهدت فترات حكمه الأولى وهي الممتدة من حقبة السبعينات حتى أوائل التسعينات، بالبطش الشديد وعدم التسامح حتى بمجرد كلمة عابرة تقال في اجتماع أسري، ولو كانت في قرية نائية بقلب الصحراء الليبية.

هذا الأمر يعرفه كل الليبيين في الداخل والخارج، غير أن من هم في الخارج يؤكدون على أشياء ومواقف ويؤكدون أمور كثيرة من البطش والعنف طالهم أثناء فترة " نضالهم" كما يقولون ضد القذافي، ونستطيع أن نصل لقاعدة تلقى شبه اجماع من الليبيين، بأنه لا يمكن لأحد أن يفكر حتى مجرد التفكير في نقاش بينه وبين اقرب الأقارب حول طبيعة النظام وظلمه، فما بالك بالمجاهرة بهذا الشيء في شارع أو اجتماع ما في أي مكان.

بعد عام 2011 وبعد سقوط النظام الذي ساهم فيه أغلب الليبيين، وبغض النظر عن ماذا حدث بعد ذلكن واسبابه، غير أننا نجد أنفسنا نقف أمام محاولات لبعض الشخصيات لكي تُظهر أنفسها، أو بعض ممن تؤيده بمظهر المعارض الشجاع، الذي لا يخشى بطش آلة القذافي، وتورد قصص يحير الخيال في تصديقها أو تصورها.

من هذه الشخصيات " الدونكوشيتية" عبدالرحمن السويحلي رئيس ما يعرف بمجلس الدولة المقترح من الأمم المتحدة، والمرفوض من الليبيين، والذي يمارس عمله بالمخالفة حاليًّا في ليبيا.

وحسب سيرة السويحلي الذاتية التي يذكرها مؤيديه واغلبهم من جماعة الاخوان المسلمين، وبعض جماعات مصراته المسلحة فهو متحصل بكالوريوس هندسة مدنية 1969/ 1970 جامعة طرابلس، أي في عهد القذافي، بل في بداية هذا العهد، ثم تحصل على ماجستير هندسة مدنية 1973 جامعة ويسكنسن - الولايات المتحدة الأمريكية، بإيفاد من حكومة القذافي وكانت تلك الفترة يتم التدقيق في اختيار من يذهب للإيفاد ولابد أن يكون مرضي عنه بشكل ما، ولو طال الشك أي جانب لن يكون له حظا في الايفاد، بل ربما يكون السجن الطويل والغير معروف المكان هو مصيره المحتوم، وتذكر سيرته أيضا أنه تحصل على دكتوراة هندسة مدنية 1978جامعة ساوثهامبتون- بريطانيا، وكان رئيس لاتحاد الطلاب المبتعثين من ليبيا، ودرجته هذه تحصل عليها في اوج طغيان نظام القذافي، ثم عاد للوطن واصبح محاضر بجامعة طرابلس 1973-1974.

ونقرأ في سيرته بداية التلفيق فتذكر السيرة أنه " كان معارضاً لنظام القذافي منذ سبعينيات القرن الماضي حتى قيام ثورة 17 فبراير المجيدة".

وهنا يجب أن نتوقف منذ السبعينات والرجل عاد للبلاد وعمل في الجامعة الليبية، بل وعادت الدولة وأرسلته لتكملة دراسة الدكتوراه، فأين نظام البطش واليد الحديدية التي لا تغفل عن شاردة وواردة بخصوص المعارضين، ومن تستشعر الخطر منه اتجاه الحكم حينها.

بل لا يتوقف كذب هذه السيرة فنجد فيها أيضا "كانت أول مواجهة للدكتور عبد الرحمن السويحلي مع معمر القذافي في فبراير 1970 في ساحة كلية الهندسة بجامعة طرابلس، عندما احتدم بينهما النقاش حول أسلوب الحكم، وكان ذلك في حضور الآلاف من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس".

ويحتدم النقاش وعلى أسلوب الحكم، ويستمر السويحلي في الدراسة بل ويتخرج في نفس هذا العام بكل هدوء ، فمن هو هذا القذافي الهادي الديمقراطي الذي يتقبل كل هذا من طالب ينال من أفكاره امام المئات من الطلاب في الجامعة.

ولا يقف ادعاء السويحلي ومن يؤيده عند هذا الحد بل نجد في سيرته الملفقة "في مايو 1971 أمر معمر القذافي كلية الهندسة بجامعة طرابلس آنذاك بإيقاف إيفاد عبد الرحمن السويحلي للدراسة العليا بالخارج، حيث أنه قد تم تعيينه معيداً بقسم الهندسة المدنية نتيجة حصوله على الترتيب الأول على دفعته في ذلك العام، وقد تمكن عبد الرحمن بسبب إصراره على الاستمرار في دراسته، من إلغاء هذا الإيقاف".

لن نقف امام قصة حصوله على الترتيب الأول لكن تفطنوا لشيء واحد مهم وهو أن " القذافي" كان لا يريد ايفاد السويحلي، غير أنه بإصراره استمر في دراسته والغاء قرار معمر !! فمن هو السويحلي الذي يقف بوجه القذافي الذي أعدم العشرات في جامعة بنغازي لوشاية فقط من لجانه في الجامعة، ويترك السويحلي الذي يواجهه مباشرة، بل ويتحدى قراراته.

ويضيف السويحلي أو زبانيته مزيدا من الكذب الذي لا يمكن لأحد تصديقه فنجد في سيرته " بعد حصوله على درجة الماجستير في أبريل عام 1973، عاد إلى الوطن وكانت ما تسمى بالثورة الشعبية في بدايتها، وبدأت محاولات فرض اللجان الشعبية على الجامعة، وقد لعب د. عبد الرحمن دوراً رئيسياً في إفشال هذه البداية، وذلك من خلال إصراره على استمرار الهيئات الإدارية للجامعة من مجالس الكليات ومجلس الجامعة ورئيس الجامعة آنذاك (د. عمر التومي الشيباني رحمه الله) على تسيير أمور الجامعة، ثم بنجاحه في أغسطس من نفس العام (1973) في حل كل اللجان الشعبية في الجامعة لعدم ملائمتها للنظام الجامعي ومتطلباته. (مع أن نظام الطاغية أعاد فرض اللجان الشعبية بالقوة في ديسمبر من نفس العام، بعد سفر عبد الرحمن السويحلي إلى بريطانيا لمواصلة دراساته العليا".

أنظروا بالله عليكم القذافي الشرس الدكتاتوري، والذي لا يعرف إلا السجن أو الاعدام لمن يعارضه، يقف السويحلي ويلغي لجانه الشعبية !! بالمناسبة لا أحد في ليبيا يتذكر أن اللجان الشعبية ألغيت في أي مكان في ذلك الزمن، ناهيك عن أن القذافي لم يحرك ساكنا وانتظر حتى يغادر السويحلي لدراسة الدكتوراه بموافقة الدولة وأدوات معمر، لكي يعيد اللجان الشعبية، فأي سلطان للسويحلي على الدكتاتور حينها.

 هؤلاء الشخصيات العقيمة المبرمجة خارجيا، هي من يحاول المبعوث الأممي كوبلر، وبعض الدول الغربية فرضهم على الشعب الليبي كسياسيين وقادة للبلاد، بينما الشعب يعرف حقيقتهم، ويعرف مدى كذبهم الذي لا يصلح حتى رواية للخيال تعرض على شاشة التلفاز لغرض الفنتازيا لا أكثر ولا أقل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك