1‏/10‏/2017

شعبيـــة قطيـــط الوهميـــة





تسعى جهات عديدة ( غير معروفة رسميا) وإن كانت لا تغيب عن الادراك لدى الليبيين، وأيضا لا تغيب عن صانع السياسة الدولية، فالغرب يسعى لايجاد شخصية تحكم ليبيا، تكون مطية لسياسات دولية أرادت يوما جعل الاسلام السياسي الخانع لها ( الاخوان) كحكام في المنطقة وأداة لتنفيذ سياساتها، بعد فشل أدواتها السابقة ( الحكم الشمولي نموذجا).
فبعد وفاق مع القذافي استمر 42 سنة ، ظاهره عداوة من الجانب الغربي، وصلت لحد قصف مقره، بعد معرفة أن القصف لن يطال رأس القذافي في عام 1985 .
غير ان باطن العلاقة توافق تام وصل لأن يتم بيع نفط ليبيا لهذه القوى وبالسعر المناسب لها، كما وصل خنوع القذافي لهم بالدفع لضحايا لوكربي، التي لم يتم اثبات أي شيء بخصوصها تجاه ليبيا.
كما أن حادثة ملهى برلين عادت أيضا على هذه الدول بكثير من المغانم، أضف اليها قصة طائرة اليو تي ايه الفرنسية في النيجر .
اليوم وبعد ان أسقط الغرب نظام القذافي الذي استنفذ كل مصالحه منه، واستغل حاجة الشعب للتغيير، وسخطه على هذا النظام، بدأ الغرب في اطالة أمد الأزمة الليبية، فبعد انتخابات المؤتمر حيث ظن الغرب أن تيارهم المفضل الاسلام السياسي سيكون في المقدمة، فوجيء العالم بتصدر المشهد من قبل قوى اخرى لا تمت لهذا التيار بصلة، لذلك بدأت القوى الدولية في الاستعداد للجولة الثانية في انتخابات البرلمان، وأيضا لم يجد تيارهم قبولا لدى الشعب الليبي، فبدأت هذه القوى في اطالة أمد الأزمة الليبية لايجاد شخصيات سهلة القياد لهم، وتنفذ لها سياساتها في ليبيا، والتي ترغب منها هذه القوي في ايجاد حكومة لينة مطيعة لاغير.
لذلك تُصر هذه الدول على ان الحل الوحيد هو الحوار، ومع ان كلمة الحوار جميلة ومغرية للعالم، إلا أن الحوار الليبي لايمكن أن يرضى عليه ليبي واحد محب لوطنه، فحوار يجمع الاخوان بجميع تياراتهم، أضف إليهم جماعة المقاتلة ( القاعدة الليبية) وفروعهم أنصار الشريعة ، ومجالس الشورى، وبعض جماعات داعش، لا يمكن لهذا الحوار أن يحقق استقرارا ودولة رخاء وتنمية التي يسعى إليها الليبيون.
كان فائز السراج أحد أوراق الغرب، فهو أي السراج ظهر فجأة كفقاعة وسط سجال الحوار الليبي، لايعرف أحد ممن شارك فيه ما هي الجهة التي دفعت به، ولا متى كان هذا السراج ضمن تداعيات الموقف الليبي في أي وقت.
ومع مرور الوقت واشتداد الأزمة، وتحرك الجيش بقوة وقضاءه على أكبر تجمع للارهابين في المنطقة العربية، حين أنقذ الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مدينة بنغازي من عصابات ارهابية تجاوزت العشرين الف عنصر، مزودين باسلحة وتقنيات حديثة لحرب الشوارع، كانت وراءها دولا عديدة في مقدمتها قطر وتركيا والسودان.
لذلك عادت الدول الكُبرى لتسويق شخصية أخرى ، وبتنسيق مع جماعة الاخوان للعودة للواجهة تحت قناع هذه الشخصية، ورغم ان هذه الشخصية لا تجد قبولا في الشارع الليبي مثلها مثل السراج، إلا ان شركات اعلامية كُبرة روجت له على انه شخصية منقذة للوضع الليبي، وتبنت دعوته للخروج في ميدان طرابلس.
حاولت هذه القوى تمرير شخصية عبدالباسط قطيط على أنه شخصية غير جدلية، ودعت للتجاوب معه في خروج كبير بميدان طرابلس، غير أن ما حدث يوم مظاهرته، اثبت أنه عبارة عن ( قط ) مدلل لا يستطيع حتى أن يموء لكي يلفت النظر إليه.

الغريب حتى بعد فشلة، تحاول القوى الغربية عبر اعلامها، بترويج حجة الفشل لكونه ظهر بمعية جماعات ارهابية وتيارات متشددة، وهذا أمر لايمكن أن يمر على أي متابع للشأن الليبي ، فهذه الشخصيات معروفة، وهي من أيدت قطيط وتحدثت عنه منذ شهور، ووصفته بالمنقذ، وفي الحقيقة نعم هو منقذ ، ولكن ليس لليبيا وللشعب الليبي بل لهذه الجماعات الارهابية، التي تحدث عنها في أخر تصريح ، مؤكدا بضرورة أن يتم السماح لها بممارسة السياسة والحكم، والعفو عنها، رغم جرائمها البشعة التي طالت كل مدن ليبيا، واكتوى بإرهابها الشعب الليبي، بل وطالت عدة دول اقليمية ودولية، ويظل السؤال ماهي الدولة التي يريدها الغرب في ليبيا ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك