مقاتل من الكتيبة 604
مع استمرار الحرب في سرت ضد تنظيم داعش، والتي تحاول بعض أبواق الداعية المحلية في مصراته وطرابلس نسبة ما يحدث فيها لقوات البنيان المرصوص المتكونة من خلايا مليشياوية تابعة للإخوان وبعض التنظيمات الأخرى.
غير أن تقارير صحفية أشارت إلى وجود كتيبة قوية تتكون من أبناء المنطقة من سرت وعدة مناطق محيطة بها أطلق عليها اسك "كتيبة 604" وهذه التسمية تقترب من طريقة اطلاق الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر على كتائبة النظامية.
تعود أسباب تكوين الكتيبة 406 بعد أن أطلق إمام مسجد قرطبة السلفي، خالد بن رجب الفرجاني، انتقادات علنية لتنظيم داعش ورفض دخولهم لمسجده أو القاء خطب التنظيم به.
ولم تمر عدة أسابيع حتى قام التنظيم باغتياله، ما أدّى إلى اندلاع انتفاضة مسلّحة قام بها سكّان الحي الثالث في سرت، وقام تنظيم داعش بقمع الانتفاضة بكافة الوسائل، كما قام بتغيّر اسم المسجد من مسجد قرطبة إلى مسجد أبو مصعب الزرقاوي.
قام بعدها شقيق الإمام الراحل بتشكيل الكتيبة 604 مشاة بمدينة طرابلس، في منطقة يسيطر عليها القائد السلفي عبد الرؤوف كارة والذي يحمل رتبة نقيب في الشرطة الليبية، ويقود قوة مسلحة يُطلق عليها اسم قوات الردع الخاصة، وتتخذ من مطار "معيتيقة" مقراً لها، فضلاً عن سرية باب تاجوراء المجاورة.
وحسب المعلومات الصُحفية بدأت هذه الكتيبة تدريباتها العسكرية في معسكر بعين زارة، وفي محمية طبيعية على الساحل. ومع حلول أواخر عام 2015 وصل عناصرها إلى أكثر من 450.
أغلب عناصر الكتيبة تقريباً سلفيون، والعناصر السلفية بليبيا يُعرف عنها تأييدها للجيش الليبي، وكذلك تعتبر عقيلة صالح رئيس البرلمان هو ولي الأمر الشرعي، كما تدين بالطاعة للقائد العام بالجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
هذه المؤشرات جعلت من قيادات البنيان المرصوص غير مرتاحة لهذه الكتيبة التي قامت بالجزء الأكبر من القتال الميداني الأرضي، بعكس بقية عناصر البنيان المرصوص التابعة لمصراته وحلفائها.
أحد المقاتلين الشباب في الكتيبة 604 على جبهة حي الدولار في سرت، على مقربة من مصنع متفجرات تابع لداعش، في يوليو الماضي قال لأحد الصحفيين الغربيين : "يخوض حفتر المعركة ضد داعش في الشرق، ونحن نخوضها هنا في الغرب".
هذا الكلام يختلف عن التوصيفات التي تُطلَق عادةً من قادة مليشيات مصراته والإخوان المسلمين على المشير حفتر. يضاف إلى هذا الأمر، انتماء بعض أعضاء الكتيبة 604 إلى عشيرتَي ورفلة والفرجان، هذا الأمر يجعل من قادة وعناصر مليشيات البنيان المرصوص باعتبار الكتيبة وعناصرها بأنهم بمثابة خلايا نائمة للجيش الليبي بقيادة حفتر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكـرا لمشـاركتنا برأيـك