يعتقد المخبولون بعشق أمريكا وديمقراطيتها عن قصد أو بغباء، بانها
الأفضل على الإطلاق في مجال حرية الراي والاعلام والشفافية، غير أن الواقع يثبت
عكس ذلك تماما، والأدلة أكثر مما أن تُحصى، لكن كدلالة بسيطة على أن اعلام امريكا،
ما هو إلا منظومة فاسدة تعتمد الإثارة والبهرجة، وصولا للمال لغزو عقول المتلقين
في كل مكان.
ما نشرته أخيرا صحيفة نشرت صحيفة "نيويورك بوست" معلومات عن صدام حسين، ووفق كل
ما يخالف العقل والمنطق أوردت هذه الصحيفة أن صدام حسين قام ببناء سجن تحت الأرض،
إلى هنا الموضوع عادي ويمكن لي نظام القيام بذلك في أي مكان وزمان.
لكن الغريب والذي لا يمكن للعقل أن
يستوعبه هو أن المكان الذي خصص لهذا السجن في ولاية مانهاتن بأمريكا، وتؤكد
الصحيفة بأن السجن لتعذيب وإعدام المسجونين العراقيين، وأشارت إلى أنه على مسافة غير
بعيدة من منزل الدبلوماسي مايكل بلومبيرغ والذي أصبح عمدة المدينة بعد ذلك.
وحسب مصادرها أكدت النيويورك بوست أن السجن
مدفون تحت الأرض حتى لا يسمع صريخ المساجين، ومن غير نوافذ وأبواب، غرفه مصفحة لدرجة
يصعب اختراقها ويوجد به جميع أدوات التعذيب من الكهرباء وأسلاك النحاس للجلد وأدوات
نزع الأظافر والأصابع، ومن يتمكن من الهرب تصيبه قناصة السجن بسلاح الرايفل، ويتم ترحيله
فورا للعراق في بوكس لا يفتش ولا يفتح من خلال علاقات دبلوماسية.
وكان العاملون بالمكان من رجال مخابرات
صدام شخصيا، وبدأ العمل بالسجن عام 1973، وظل يعمل حتى 2003، العام الذي تولى فيه مايكل
بلومبيرغ منصب عمدة المدينة. وتقول المصادر أن صدام عذّب معتقليه في العديد من دول
العالم بنفس الطريقة وله معتقلات عدة.
وببساطة شديدة إن صحت المعلومة فإنه دليل على أن أمريكا لا علاقة لها
بحقوق الانسان، ولا الديمقراطية ولا الشفافية، إن كانت الادارة الأمريكية تعلم
بذلك، وإن كانت لا تعلم فهذه علامة استفهام كبيرة فكيف لهذه الدولة الكبيرة
والقوية والتي تعبث مخابراتها في كل أنحاء العالم ولا تعلم بما يحدث على أرضها.
طبعا الموضوع ليس إلا فرقعة صُحفية مخابراتية للتشويش على امر ما، أو
لتمرير اشارة ما، فلا وجود لإعلام نزيه شفاف حر في هذا العالم، وأتمنى أن يكف دعاة
الاعلام الحر والمستقل في بلداننا العربية عن العزف على مزمار الحرية والشفافية
كما في أمريكا، وأن يفهموا بأن لكل شيء حدود وغرض من وجوده سواء في أمريكا أو
الصومال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكـرا لمشـاركتنا برأيـك