19‏/12‏/2016

تحرك الجيش في غرب ليبيا يثير رعب المليشيات



مع تحركات المشير ركن خليفة حفتر العسكرية وأيضا السياسية والتي شملت مصر والأردن وروسيا والجزائر، وكذلك تحركات رئيس مجلس النواب في نفس الاتجاه، صارت الصورة أكثر وضوحا بالنسبة لمستقبل الأيام القادمة.

كما أن اعلان المشير حفتر بأن العاصمة ستكون في اطار عمليات القوات المسلحة العربية الليبية، مع تحرك للكتائب العسكرية التي بدأت تَجَمُعهَا تحت قيادات عسكرية معروفة ولها وزنها العسكري في ليبيا منذ أكثر من سنتين.

رافق هذه التحركات بيانات هستيرية، واجتماعات غير ذات قيمة لما تسمى بالمجالس العسكرية والتي لا شرعية قانونية أو اجتماعية لديها، ومن هذه المجالس مجلس مصراته العسكري، والذي لم تعد تتبعه سوى عدد قليل من كتائب مسلحي مصراته، اغلبهم من ذوي التوجه الاسلامي المتشدد خصوصا من جماعة الاخوان الليبية المدعومة من قطر وتركيا.

والمتابع للحالة الليبية يوقن بأن هذه الجماعات والمجالس ليس لها وزن على الأرض، ولا تسندها قوة شعبية في محيطها، ربما يشكل الصمت في مناطقها حجة لها بالتواجد، وهذا الصمت مردة لأن القوة المسلحة أصبحت في يد هذه المليشيات سواء في مصراته وبعض مناطق طرابلس، ولذلك خمدت معارضة الشارع في غرب ليبيا لهذه المليشيات.

وبمراجعة سريعة نجد أن هذه المليشيات تسببت في كوارث جمة للمنطقة الغربية في ليبيا، فانتشار ظاهرة الاغتصاب، وكذلك خطف الأطفال، والقتل على الهوية بدأت من الأمور التي تحدث بصورة يومية، ورغم كل هذه الأدلة الواضحة، نجد من يقول بأن هذه المليشيات تتبع حكومة السراج الغير شرعية، رغم نكران قادة هذه المليشيات تبعيتهم لهذه الحكومة.

أخر ما نضح من محاولات هؤلاء المسلحين تجميع بعض قادة المليشيات في مصراته تحت مسمى مجالس عسكرية في عدة مناطق بغرب ليبيا  ورغم أن ممثلي هذه المجالس التي نسبت لمناطق الزنتان والرجبان وبعض المناطق المحيطة بها، لاوجود لهم كقوة على الأرض بهذه المناطق بل أنهم لا يستطيعون حتى الاقامة بها، فما بالكم بأن يحركوا أي قوة فيها، لذلك اجتمعوا بمصراته التي لايزال بعض قادة الاخوان، وكذلك بعض اعضاء الجماعة الليبية المقاتلة ( قاعدة ليبيا) يتحكمون بمسار الأمور فيها، وحسب ما صدر عن هذه الاجتماعات من بيانات نلمس مدى التضارب، ومدى الخوف من تقدم الجيش الليبي من مناطق غرب ليبيا، خصوصا حين نجد أن خريطة انتشار القوات التابعة للجيش وصلت لتخوم طرابلس الكبرى.

أخر ما نضح عن هذه الاجتماعات، ما ورد من مجلس مصراته العسكري الذي تقوده جماعة الاخوان المنبوذة اجتماعيا في ليبيا، حيث جاء في البيان عدة اشارات هي في الواقع تنافي ما صدر من تصرفات من هذا المجلس المسئول عن قوات الفجر والقسورة والبنيان، والتي يحملها الليبيون مسئولية مذبحة غرغور في طرابلس والتي ذهب ضحيتها 80 مواطن تظاهروا بعد صلاة الجمعة مطالبين بخروج المسلحين من العاصمة، كما أن أحدى ميليشياتهم بقيادة صلاح بادي قامت بحرق مطار طرابلس الدولي واعطاب عدة طائرات به، كما يتحمل هذا المجلس الاعتداء على مدينة بن وليد واحداث دمار هائل بها، على خلفية صراع بين المدينتين تعود جذوره لعهد الاحتلال الايطالي، وذلك حين قامت قوة موالية لإيطاليا بقيادة رمضان السويحلي ، وتصدى لها المجاهد عبدالنبي بالخير، وقتل فيها قائد القوة الغازية رمضان السويحلي.

كما تتحمل هذه المدينة مأساة تدمير سرت من قبل الطيران الأمريكي أيضا سماحها لقوات ايطالية بالتواجد في قاعدة مصراته ، وقيادة عمليات استخباراتية وعسكرية، تحت حجة مكافحة تنظيم داعش، ومن المعروف أن كتائب مصراته ومجلسها العسكري، دعمت هذا التنظيم لفترة تجاوزت السنتين، حين نشبت معركة بينهم وبين كتيبة تابعة للصاعقة في سرت بقيادة الشهيد العقيد بوحليقة.

وعليه فإن الصورة بدأت تتغير ملامحها في غرب ليبيا، فحسب مصادر موثوقة في العاصمة الليبية، فإن كتائب الجيش بالمنطقة الغربية تعمل على دخول العاصمة بشكل سلس وبدون احداث دمار في المدينة، وذلك بالتعاون مع قوات مساندة لها في العاصمة تتكون من سكان العاصمة وضواحيها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك