ظهر
فيديو بعد عملية للحظة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، يظهر فيه القاتل واقفاً
بوضوح خلف السفير أندريه كارلوف أثناء إلقاء كلمته، وإلى جانبه المترجم.
القاتل الشاب ظهر خلف كارلوف، وكأنه
ضمن فريق الحراسة أو الشرطة، منتظراً ساعة الصفر لإطلاق رصاصاته، حتى إنه انتقل من
يسار إلى يمين السفير، محاولاً التمويه عبر النظر إلى بعض الصور المعلقة على
الحائط.
ثم ما لبث أن ثبت في مكانه حتى هم بإطلاق عدة
رصاصات. وكان هذا المشهد أثار بعض اللغط، إذ لم يظهر جلياً في الفيديو الأول الذي
انتشر ، مكان القاتل تحديدا وهل كان متواجدا أصلاً بالقاعة أم دخل إليها في وقت
لاحق.
ويستمر الغموض والجدل حين يتحدث ملتقط
الصور والفيديو والذي توحي افادته بشتى الظنون التي ستثير كثيرا من الاشكاليات
وعلامات الاستفهام، منها ربما أن هذا المصور ضمن خلية الاغتيال ، للتوثيق لكن
بطريقة وأسلوب جديدين ، فمن جند رجل أمني، يستطيع أيضا تجنيد صحفي.
وحين نتأمل كلام مصور الفيديو نجد رائحة خُطط الإخوان تفوح برائحتها
الساذجة، فهم عادة يعتقدون بأنهم أكثر ذكاء وحنكة من كل البشر، وبمجرد ما يضعون
سيناريو مهما كان أحمقا، إلا انهم يصدقونه بسرعة، ويظنون ان العالم سيعترف بما
يقدمونه بكل سهولة ويسر.
يقول المصور وهو مصور تركي يعمل لصالح
وكالة "أسوشييتد برس" إنه اختبأ وراء "حائط" !! وهنا نجد أول
تساؤل هل توجد حوائط في صالة عرض ؟ خصوصا أنه قال بأنه اقترب لالتقاط صور أوضح
للسفير أثناء حديثه.
وعن تلك اللحظات قال المصور برهان
أوزبيليسي: "كان الحدث روتينياً، ولم أكن لأحضره لولا أن موقع المعرض كان في
طريق عودتي من المكتب إلى البيت". هنا أيضا صدفة تحتاج لمخرج مبتدئ فقط لضمها
إلى فيلم رديء.
وتابع "كان مجرد افتتاح معرض للصور عن
روسيا، وكان السفير يتحدث بهدوء تام، فاسحاً المجال للمترجم ليشرح ما يقوله، قبل
أن نلاحظ رجلاً على المسرح، ساحباً مسدسه، لوهلة خلت أن الأمر مجرد مشهد
مسرحي".
لكنه لم يكن كذلك، فبعد ثوانٍ أدرك
المصور، بحسب قوله، أنه كان أمام جثة رجل مقتول، أمام عملية اغتيال، فقام بما
يجيده، ألا وهو توثيق المشهد والتقاط صور القاتل، مع الفوضى والرعب اللذين عما
الصالة.
ثم يصف برهان أوزبيليسي ، حالة القاتل حين
صاح "الله أكبر"، وبكلمات أخرى فهم منها في ما بعد أنها انتقام لحلب،
بحسب ما قال برهان. وأضاف: "الرجل كان مضطرباً، وراح يدور حول جثة السفير
الملقاة أرضاً، ممزقاً بعض الصور المعلقة.
في تلك اللحظة، اجتاح ملتقط تلك الصور
شعور متضارب، الخوف على الحياة، وضرورة توثيق الحدث. وتساءل بينه وبين نفسه، بحسب
ما روى في شهادته بعد ساعات على الاغتيال "ماذا سأقول لكل من سيسألني لماذا
لم تلتقط صوراً؟."
أما الصدمة الكبرى، بالنسبة لبرهان،
فكانت حين عاد إلى المكتب للعمل على الصور، ورأى أن القاتل كان يقف وراء السفير
أثناء حديثه، كما لو أنه كان أحد الحراس.
وكان تصريح وزير الداخلية التركي،
سليمان صويلو، الذي أكد أن مطلق النار هو "مولود مرت ألطن طاش"، من
مواليد ولاية أيدن غربي البلاد، ويعمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة منذ عامين ونصف
العام.
وهنا تجبرنا هذه الرواية الساذجة إلى أن في
الأمر ما فيه ، سواء أن الأمن التركي مخترق من جماعات ارهابية كجماعة الاخوان،
جندت هذا العنصر الأمني، وأيضا هذا الصحفي، أو أن وراء هذه المخابرات العالمية أي
كانت صفتها وجنسيتها، ويظل الدليل الأكبر هو الحائط الذي اختبأ وراء المصور، وهو
الشيء الذي لا يمكن تصديقه في قاعة معرض حديثة ومنسقة، فهذه القاعات تكون باتساع
كبير، ولا وجود لأصوار أو متاريس لأي كان ليحتمي وراءها، كما أن زوايا الصور
وكادرها، لا توحي بأن ملتقطها مختفي خلف أي سياج.
يبقى
احتمال رغم ضآلته إلا أنه يتسم بكثير من الأهمية، فقد يخرج أردوغان، ويؤكد بأن
جماعة معارضة فتح الله غولن وراء هذه العملية، حتى يتم الضغط على أمريكا لتسليمه
لتركيا، ومن المعروف أن غولن من جناح الاخوان الذي انفصل عن تأييد أردوغان ،
وبالتالي لا تهتم الجماعة به وبمصيره، وهنا تحديدا نعود مجددا لتآمر الإخوان الذي
لا ينتهي حتى في صفوف الجماعة وبين أفرادها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكـرا لمشـاركتنا برأيـك