فائز السراج ومارتن كوبلر
المتابع لتسارع الأحداث في منطقة الموانئ الليبية بإقليم برقة
"شرق ليبيا" يدرك مدى التخبط الذي اصاب مجلس حكومة السراج المقترح، وأيضا
مدى عدم استطاعة داعميه الغربيين وعلى راسهم مارتن كوبلر المبعوث الأممي لليبيا، على
ايجاد حل يمكن هذا المجلس من الخروج بشكل يوحي على الأقل بأن شخوص هذا المجلس
المقربين من الغرب، لديهم ما يُمكن أن نطلق عليه "قدرة" سياسية أو حنكة
في ادارة مشكلات البلاد.
لقد أعطى تصرف حكومة السراج عبر تحريك وزير دفاعها الهارب من منظومة
الجيش، وأيضا المبعد اجتماعيا من اقليم برقة، مؤشرا واضحا على أن هذا المجلس
المقترح، والأشخاص الذين سيرونه، أو الذين اقترحهم لوزاراته ليسوا أهلا لإدارة أي
مؤسسة مهما كانت بسيطة، فما بالكم بأمور دولة شاسعة الأركان، ومتداخلة المشاكل
كليبيا.
نسى السراج ووزير دفاعه " المهدي البرغثي" أنهم في الأيام
السابقة كانوا يجتمعون بعناصر ارهابية وقادة مليشيات خارجة عن القانون، وأيضا صرح
قادتها في أكثر من مناسبة دعوتهم لضرب أي مؤسسة تتبع الدولة، وعدم اعترافهم بأي
جسم يمثل الدولة الليبية، ومن هؤلاء المفتي السابق المعزول" الغرياني"،
وعبدالحكيم بالحاج القيادي في قاعدة ليبيا " المقاتلة " وعدة شخصيات
قيادية في جماعة الاخوان الليبية.
وكان السراج ووزير دفاعه البرغثي اشارا بوضوح بأنهم لن يقوموا بأي
عمل ضد الجيش الليبي، أو الموانئ والحقول الليبية، بعد أن طرد الجيش الليبي
مليشيات تبناها السراج سابقا للسيطرة على هذه الموانئ.
لكن وكما هو متوقع سارعت المليشيات الارهابية بتعليمات من المهدي
البرغثي وزير دفاع السراج، بمهاجمة الهلال النفطي في برقة، وكالعادة كان مصيرهم
مثل مصير من سبقهم في المرتين السابقتين، غير ان المثير والعجيب في الأمر، هو خروج
بيان من البرغثي يؤكد فيه على أنه وبناء على تعليمات من فائز السراج رئيس مجلس
رئاسة الوفاق المقترح أمميا أمر قوات تابعة للمجلس بالهجوم على الموانئ والحقول
النفطية ببرقة " شرق ليبيا".
كما أظهرت تسجيلات وصورا للآليات واسلحة لهذه القوات استولت عليها
قوات الجيش الليبي تبعية هذه القوات للمجلس الرئاسي المقترح، ووزارة دفاعة، ولم
تقف المفاجآت عند هذا الحد بل خرج بيان غير موقع لا من السراج ولا من أي عضو من
اعضاء مجلسه يؤكد بعدم اعطائهم الأمر لأي قوة بالتوجه نحو الحقول والموانئ النفطية
ببرقة.
ولم يترك المهدي البرغثي مسرح العبث السياسي لمجلسه الرئاسي وثنى
اليوم بتصريح، أقل ما يُمكن وصفه به بالعبثي، فقد اشار بأن هذه القوات تتبعه،
لكنها لم تأتمر بأمره، وقامت بالهجوم بعد أن استفزتها قوات الجيش الليبي التي
وصفها بأنها قوات قادمة من " مجاهل أفريقيا".
سيارة تابعة لقوات السراج دمرها الجيش الليبي
الصراع السياسي عادة له أسلوب، وله أدوات، وله رجال، غير أن ما يمكن
أن نستشفه من تصرفات مجلس السراج ، ووزرائه المقترحين يمكن أن نصفه بأي شيء، إلا
أن يكون تصرف عقلاء ، قبل ن يكونوا سياسيين، وبلا شك يمكن أن نستشف من هذا الفعل
الأرعن، هو قراءة غير صحيحة لبعض الدول الأوربية وعلى وجه التحديد بريطانيا
وايطاليا، فهما ما أنفك مبعوثيها يجتمعون بالسراج ووزيره البرغثي، ولاشك أنهم
أشاروا عليهم بضرورة احداث اشتباكات في الهلال النفطي، وكانت هاتين الدولتين،
تراهنان على ان تستمر الاشتباكات لعدة ايام أو أسابيع، لكي يمكنها التدخل عبر
الأمم المتحدة بحجة حماية مصالحها، وحماية ثروة الليبيين، وبالتالي تجد موضع قدم
لها، لن ترفعه بتاتا من منطقة النفط الليبي بإقليم برقة.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكـرا لمشـاركتنا برأيـك