10‏/10‏/2016

لا ديمقراطية في أمريكا فقط مصالح عُليا


بعد المناظرة الثانية بين المرشح الجمهوري ترامب ومرشحة الديموقراطيين كلينتون بدأت التحليلات والتفسيرات لما حدث فيها، الصحافة والاعلام الأمريكي يسوق لتفوق كلينتون، حيث تركزت المناظرة الثانية حول مسائل شخصية والسياسة الخارجية، فما هي الأسس التي يرى المحللون ووسائل الاعلام بأنها رجحت كفة كلينتون وما مدى منطقية ما ذهبوا إليه، خصوصا أن بعض الخبراء أكدوا بأن كلينتون فازت بالجولة الثانية، قبل اقل من شهر من بداية الانتخابات.
المناظرة -التي عقدت فجر اليوم الاثنين (مساء بتوقيت الولايات المتحدة) بحضور جمهور في جامعة بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري- بالحديث عن تسجيل صوتي لترامب تم تداوله قبل أيام، وتضمن عبارات تجاه النساء وصفت بأنها "بذيئة".
وبينما قالت كلينتون إن ما ورد في التسجيل يمثل حقيقة ترامب، رد منافسها الجمهوري بأنه اعتذر عما بدر منه، واستحضر ضلوع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في علاقات "غير شرعية" تعرض بسببها للمساءلة.
وقال ترامب إنه غير فخور بما قاله في التسجيل الذي يعود إلى 2005، كما أن على كلينتون أن تعتذر عن حذفها 33 ألف رسالة إلكترونية من بريد خاص استخدمته عندما كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013.
وردت المرشحة الديمقراطية على اتهامات ترامب بشأن تسريب الرسائل الإلكترونية بأنه لم تتم قرصنة أي رسائل تحوي معلومات  سرية.
هنا نستطيع أن نرى مدى الأهمية التي ترجح كفة هيلاري كلينتون في هذه الناحية، فالخبراء أعطوها تميزا لأن ترامب تحدث عن النساء بلغة غير مقبولة، وهذه مسالة يعتبرونها ستساهم في سقوطه، بينما تسريب آلاف الرسائل الالكترونية، ومقتل السفير الأمريكي في ليبيا وحديث كلينتون باستهزاء حوله أمر عادي ولا يقلل من فرصها في الفوز.
وفي ما يخص سياسة الولايات المتحدة الخارجية، حمّل المرشح الجمهوري الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون مسؤولية، ما وصفه بالفشل الكارثي في معالجة الأزمات في سوريا والعراق وليبيا، وظهور تنظيم داعش.
وقال إن البلاد لا يمكن أن تتحمل أربعة أعوام أخرى مما سماه "نظام أوباما"، وكرر ما قاله سابقا إن إدارة أوباما انتهجت سياسة خارجية "غبية" تجاه تلك الأزمات، وإنه سيسعى لاستعادة عظمة الولايات المتحدة.
وفي الشأن السوري، هاجمت هيلاري كلينتون روسيا وإيران، واتهمتهما بدعم نظام بشار الأسد، وقالت إن الوضع في سوريا كارثي، ودعت لإقامة حظر جوي وإقامة مناطق آمنة في سوريا، بيد أنها أكدت -في المقابل- أنها لن تزج بقوات برية في سوريا في حال فازت بالانتخابات، وقالت إن ذلك سيكون خطأ.
هنا في هذه المسالة الخارجية يعطي الخبراء والاعلام درجته لهيلاري رغم ان كلام ترامب واضح وصريح ويحمل الادارة الأمريكية حاليا مسؤولية ما يحدث في العالم من تسلط للإرهاب، غير ان الخبراء يؤكدون تفوق كلينتون لأنها تدين بشار وروسيا، لكي تستمر أمريكا في التواجد بالمنطقة ويستمر تجريبها لسلاحها ضد الشعب السوري، ويستمر تواجد الارهاب بالمنطقة.
إذا صانع القرار والادارة الرسمية الخفية للديمقراطية الغربية، لا تريد إلا من يخدم لها مصالحها، حتى لو كان منطقيا في كلامه وصريحا وشفافا لأبعد حد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكـرا لمشـاركتنا برأيـك